تسعى الدولة الفارسيّة منذ القرن السابع عشر حتى التاسع عشر التمدّد والتوسّع في الدول العربيّة المجاورة لها كـَ عُمان، الساحل الغربيّ للخليج العربيّ واليمن. ونجحت في بعض الأحيان بذلك مؤقةً، وسبب نجاحها يعودُ إلى فرقة "الطرف العربيّ"، حيثُ تبسط نفوذها مستعينةً بـِ تلك المجموعات التي تُموّلها وتموّنها.
بالرغم من التغيّرات التي طرأت إلى المنطقة في الآونة الأخيرة، يبقى الثابت في المخطط الفارسي هو التوغلّ في الداخل العربيّ من خلال إستخدام فريق داخلي للقفز على مقدرات البلاد وأبرز الشواهد على ذلك شقّ الصف الفلسطيني من خلال دعم حماس، الفريق الحوثيّ وحزب الله وغيرهم، مُستخدمةً سياسة "فرّق تسدّ" لتزيد الإحتقان الطائفيّ والمذهبي وتُعزّز الإنقسام الداخلي في البلد عبر هذه الميليشيات والتنظيمات السيّاسيّة المسلّحة.
إقرأ أيضًا: " شباب حركة أمل لـِ الكتائب: نحنُ رهن إشارة برّي "
من ثلاثة منطلقات تنطلقُ الدولة الفارسيّة في توسيع مشروعها في الداخل العربيّ:"آيديولوجيّة المذهبيّة"، "نصرة المستضعفين" و"تحرير فلسطين".
والحلم الفارسي نما يومًا بعد يوم، على أثر سقوط نظام صدام حسين حيثُ عملت إيران إلى شغر الفراغ السيّاسيّ والأمنيّ في العراق. تسعى إيران جاهدةً في سوريا تحسُّبًا لسقوط نظام الأسد، أمّا في لبنان خلّقت الدعم اللّامنتهي لـِ حزب الله الذي بات يُشكّلُ دويلةً داخل الدّولة اللّبنانيّة، الأمر الذي عزّز الإنقسام ووصل الأمر إلى عدم إستطاعة لبنان تشكيل حكومة منذُ أيّار المنصرم. ولم يُختصر الأمر على ذلك بل أصبحت اليمن الدّولة العربيّة الرابعة التي تقعُ تحت الغطاء الإيراني...
واعترف قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد على جعفري، في أيّار المنصرم، أنّ تدخلات إيران في اليمن وسوريا تأتي في إطار توسّع خارطة الهلال الشيعيّ في المنطقة.
ورأى الجعفري أنّ الغرب أصبح أكثر خشيةً وقلقًا من توسّع الهلال الشيعي في المنطقة، وقال: "يعلم الأعداء بأن لإيران تأثيرًا في اليمن من دون أن تقوم بتدخل مباشر فيه، حيث ينتفض الشعب اليمني بنفسه، ويواصل طريق الثورة الإسلاميّة والشهداء والشعب الإيراني العظيم ويقتدى بهم".
وفي ظلّ الصراع العربيّ- الإسرائيليّ، يجدُ النظام الإيرانيّ نفسه محشورًا بين الضغط السيّاسيّ والإقتصاديّ الذي تُمارسه الولايات المتحدّة عليه والرغبة بالمحافظة على تواجد العسكر الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.