هي المدينة المحرومة التي لطالما صورها الإعلام المرئي والمسموع على أنها عصية على الدولة وخارجة عن إرادتها ومؤسساتها.
بعلبك، هذه المدينة المعطاءة برجالها، تاريخها، حاضرها ومستقبلها، شكلت منذ الإستقلال حتى اليوم، خزانًا إقتصاديًا للبنان، وذخيرة لا تنضب في رفد الوطن بمقومات البقاء والصمود في وجه العواصف السياسية والأمنية والإقتصادية.
فبالأمس ودعت بعلبك وبلدة نحلة تحديدًا المجند "رؤوف يزبك" الذي ارتقى على مذبح الوطن شهيدًا أثناء تنفيذ مهمة حفظ الأمن، واليوم أظهر ابن البلدة ذاتها المجند الممددة خدماته "ثائر قيس" إنسانية عالية عاكسًا صورة المؤسسة العسكرية التي لطالما عملت بتضحية في سبيل الوطن وأبنائه.
إقرأ أيضًا: الجيش اللبناني يُدافع بقاعًا وجنوبًا ضد المخدرات والعدو الإسرائيلي
وفي التفاصيل، "ففي 19 كانون الثاني انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو يظهر عنصرًا في الجيش اللبناني يعطي طفلة مشردة ربطة خبز من على متن مركبة عسكرية.
وسرعان ما تداول الناشطون نشر الفيديو، معبرين عن تأثرهم وإعجابهم بمبادرة الجندي، والتي أظهر من خلالها الجانب الإنساني للمؤسسة العسكرية حامية الوطن، خاصة وأن اللقطة اخذت من قبل أحد المارة ولا علم للجندي الذي تصرف بعفوية كما ظهر بالفيديو.
وتلك المبادرة الإنسانية دفعت بقائد الجيش جوزيف عون إلى تقدير ما قام به الجندي ثائر، حيث "عمد قائد الجيش أمس الإثنين إلى تثبيت ثائر في الخدمة العسكرية قبل سنتين من الإستحقاق".
ويذكر أيضًا، أن "مصادر أمنيّة نفت ما يتم التداول به عن مكافأة مالية منحها القائد للجندي"، مشيرة إلى "أنّ ما قام به القائد هو تثبيت المجند فقط".