فبعدما أعلن باسيل، قبل افتتاح القمة، أنه سيضمن كلمته بنداً حول ملف النازحين السوريين في لبنان وغيره، ودعوته لعودتهم إلى بلادهم، مقدمة لإنهاء الأزمة، حتى خرج المرعبي ليقول إن زميله في حكومة تصريف الأعمال ″ليس معنياً بموضوع النازحين السوريين في لبنان إلا من خلال مجلس الوزراء″، معتبراً أن ″كل ما يصدر عنه في هذا الملف هو قرار فردي ولا يمثل الدولة اللبنانية، ولا يلزم مجلس الوزراء″، مشددا أن ″القمة التنموية المنعقدة في بيروت معنية حصراً بمناقشة السياسات الإاقتصادية المشتركة، ما يعني تحييد أزمة النزوح″.
هذا التصريح للمرعبي كاد يؤدي لنشوب ازمة بين المستقبل والوطني الحر، وهما في عز تحالفهما سياسيا، خصوصا بما يتعلق بمسألة تأليف الحكومة، ما دفع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كي يسارع، حسب اوساط اعلامية، لابلاغ باسيل انه″غير موافق على ما قاله وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي في ملف النازحين السوريين، وأنه موافق على ما يحصل في القمة، وعلى البيان المعتمد من قبل لبنان″.
لكن ذلك لم يدفع المرعبي للتراجع عن موقفه، بل مضى قدماً فيه، وقام عشية إنعقاد القمة بإرسال مذكرة إلى أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، تطرق فيها إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية، معتبراً أن ذلك ″مسألة سياسية تخرج عن نطاق القمة واختصاصها″، أما بما يخص ملف النازحين السوريين، المتنازع عليه أيضاً مع رئيس التيار الوطني الحرّ، فقد عاد المرعبي وأكد موقفه، بأن ″كل ما يصدر عن الوزير جبران باسيل، خاصة بهذا الشأن، فهو قرار فردي وشخصي، ولا يمثّل سياسة الدولة اللبنانية ولا يلزمها، ولا يلزم مجلس الوزراء بأي شكل من الأشكال″.
ومع أن مواقف المرعبي تسبّبت بردود فعل من قبل نواب التيار البرتقالي الذين ردّوا على النائب السابق في التيار الأزرق، الأمر الذي أحدث شرخاً بين التيارين ليس معروفاً حجم ما سيسفر عنه مستقبلاً، وتداعياته على التحالف بين رئيسي التيارين، الحريري وباسيل، فإن تساؤلات وشكوكاً عديدة طرحت حول خلفيات مواقف المرعبي التي افترقت عن مواقف الحريري وتياره، وانسجمت مع مواقف دول عربية (خليجية تحديداً) من ملف النازحين السوريين، بعضها لم يستضف نازحاً سورياً واحداً في بلادها منذ نشوب الأزمة السورية قبل ثماني سنوات، بل تناغمت مواقف المرعبي مع مواقف هذه الدول مع مواقف جهات دولية لم ترغب في عودة النازحين إلسوريين إلى مناطقهم، محاولة إستخدامهم للضغط على الحكومة السورية في المراحل المقبلة، وهو أمر قد يزيد من حدّة الإنقسام في لبنان ويجعله يندفع نحو المجهول مجدداً.