إنه التاريخ...الذي سيكتب عن نموذجٍ للإنسان المناقبي الملتزم بقضايا مجتمعه ووطنه، إنه الإمام موسى الصدر الذي نذر نفسه لخدمة المحرومين من كل الطوائف، من اعتبارات كان يمتلكها من إيمانه بالإنسان وبالوطن، التي توحد القلوب والعقول والترقع عن الشخصانية والفئوية والطائفية.
إنه الرجل الذي يمثل ضمير الوطن من المسلمين والمسيحيين في هذا البلد.
قضية بحجم الوطن والإنسان ألا تستحق منكم جميعاً أن تبحثوا عن مصيره الذي ما زال مجهولاً عند محبيه ومريديه، أية جنايةٍ جناها موسى صدر عليكم، فصعد الكثيرين من الذين يرتدون مسوح الدين على عمته الشريفة بعد أن وأدوه منذ تأسيس حركة المحرومين في مهدها، وكانوا من الذين يتناوبون على نعته بأوصافٍ ينكرها ديننا وإنساننا، وبعد غيابه صعدوا على أكتاف محرومي أمل الصدر، والبعض منهم أظهر لحامل أمانته الأخ المحترم القائد نبيه بري، إنسجامه مع حركة أمل بغية الوصول إلى شيطانيته المعروفة لكل ذي لبٍ ودين، إنكم هوام أرض، وجرذان ليل، وسوسة الشجر، التي تنمو على ماء ودم المحرومين، إننا نعرفكم ونعرف تاريخكم المتنقل من يمين إلى يسار، ومن خداعٍ إلى خداع، بل نعرفكم بأسماكم يا من تسلَّقتم على حساب العاملين والمخلصين لموسى الصدر ولحركة أمل، نعرف ميولكم وشيطانيتكم وكذبكم وأهوائكم، ونعرف لأي جهةٍ تنتمون، لهي جهة السلطة والشهرة ولباس الدين من أجل الحصول على أموركم العفنة والقذرة....
اقرا ايضا : المفتي الذي أصبح جابياً للنساء والأموال
موسى الصدر جاء ليبني لنا الوحدة الوطنية والمحبة الإنسانية، وأنتم تصطادون على إسمه كما تصطاد الحشرة المعنكبة في زواية بيتٍ مهجور، الإمام الصدر كان يبكي عندما يأتيه فقير ومحتاج، ويشتد بكاؤه عندما يسقط شهيد، ويرى عياله وأطفاله، بينما أنتم لا يعنيكم إلا الصيد على تلك المسيرة الخالدة، الإمام الصدر لا يعرف كذباً، وأنتم لم نعرف لكم صدقاً، سوى وظائفكم المزيفة التي تنتظروا خراجها في اليوم والشهر، ظننتم أنكم بإلقاء بعض الخطب المنمقة والظهور على بعض شاشات التلفزة أنكم تمثلون ديناً وأخلاقاً،بل لتستروا عوراتكم باسم الإمام الصدر والرئيس نبيه بري، إن كان هذا ما تضمرونه في بداية مشروعكم ولا أحسب أنكم تملكون غير هذا، فسأقول لكم أنتم أصغر حجماً من حجم حركة أمل وحركة المحرومين، وأصغر عمةً من هامة وعمة موسى الصدر، كشف الله هذه الفئة المضلِلة عن جسم أمل المحرومين، وحفظ الله رئيسها الوفي نبيه برى، وكشف الله مصير إمامنا المغيب موسى الصدر، وحفظ الله الوطن.