تدفع أحزاب يسارية وقوى في المجتمع المدني برسائل إلى الوفود العربية المشاركة في القمة الاقتصادية التنموية في بيروت غدا، عبر مظاهرات في الشارع تنطلق ظهر الأحد، بالتزامن مع انعقاد القمة، وهو ما رأى فيه عضو في كتلة «المستقبل» النيابية «محاولة جدية لعزل لبنان عن محيطه»، فضلاً عن تشكيل ارتباك أمني للسلطات اللبنانية بالنظر إلى توقيت التحركات.
وتنطلق القمة العربية الاقتصادية في بيروت رسمياً غدا الأحد، تحت عنوان اعتمده لبنان وهو: «الازدهار من عوامل السلام»، وقد «أتى في سبيل التشديد على ضرورة إيلاء الأهمية للقضايا التنموية والاقتصادية ودعم الجهود العاملة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات لضمان عدم استغلالها والتوصل إلى حلول مستدامة».
وبالتزامن، تنطلق ظهر غد الأحد، مسيرة بعنوان «كلنا إلى الشارع»، بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني، «رفضا لسياسات النهب والاستئثار والإقصاء»، بحسب ما أفاد الحزب الشيوعي في بيان أصدره يوم الثلاثاء الماضي، متحدثاً عن «ضرورة المواجهة عبر الشارع لكسر هذه التركيبة السياسية الزبائنية».
ورأى عضو «كتلة المستقبل» بكر الحجيري أن المتظاهرين «يرفعون شعارات لقرارات مفترضة في بلد لا توجد حكومة فيه»، معتبراً أنها «شعارات لضخ جرعة حماسة في الشارع بغية حشد المتظاهرين ويوجهون رسائل للعرب المجتمعين تزعم أن لبنان دولة فاشلة ولسنا شركاء مع العرب».
واعتبر الحجيري أن هذه الشعارات الافتراضية، وتوقيت الحدث بالتزامن مع انعقاد القمة الاقتصادية «هي عملية عزل جدي للبنان عن محيطه، تضاف إلى ممارسات سياسية داخلية تصب في الاتجاه نفسه». وقال الحجيري بأن «العرب مشكورين صمموا على انعقاد اللقاء هذا في بيروت» رغم تراجع مستوى التمثيل إلى مرتبة الوزراء بالقسم الأكبر من الدول العربية، «بعد كل ما حصل على الأرض من تهديدات ومشاحنات». وإذ شدد على أن القوى الأمنية «تقوم بجهود استثنائية لحماية اللقاء العربي، فإن أي نزول للشارع سيكون بمثابة إرباك للقوى الأمنية لإخراجها من الوضع المكلفة فيه». وكان رئيس الهيكلية الأمنية للقمة وقائد لواء الحرس الجمهوري العميد سليم الفغالي أعلن مشاركة 500 ضابط ونحو 7500 ضابط ورتيب وفرد من الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي، والأمن العام، وأمن الدولة إلى جانب لواء الحرس الجمهوري في مهمة حماية القمة.
ورأى الحجيري أن الرسائل التي تترتب على تحرك مشابه بالتزامن مع القمة، تُضاف إلى «سلسلة تصرفات سياسية وأمنية، مثل ما حصل في بلدة الجاهلية في الأسبوع الماضي، وتفلت إعلامي، يشبه إلى حد بعيد أجواء الاحتقان التي سادت لبنان سنة 1974 قبل الحرب اللبنانية». ودعا الحجيري إلى وجوب سيادة القانون بشكل جدي «لوضع حد لمحاولات البعض تنفيذ انقلاب على الدولة والقوى الأمنية والشرعية، وهو ما يجب أن يستدعي ردا حازماً دفاعاً عن الدولة وإثبات وجودها».
وتشارك مجموعات مدنية إلى جانب «الحزب الشيوعي» وأحزاب يسارية أخرى في المظاهرة المزمعة غدا، استكمالاً لمظاهرات مشابهة خرجت الأحد الماضي في مختلف المناطق اللبنانية اعتراضا على الخطط المالية والاقتصادية.