يتميّز الطفل بقدرة كبيرة على الخيال الواسع منذ سنوات عمره الأولى، فيعيش قريباً من عالم الخيال، وذلك لأنّ أرصدة تجاربه العقلية لا تزل غير مكتملة ولم تستجب بعد لشروط التجربة العملية، فيحاول تكملتها من خلال تصوّر كل شيء على أنّه حقيقي.
تطوير خيال الطفل
إنّ خيال الطفل مرهون بموهبته وتطلّعاته، ولا يجب على الأهل أن يهملوه، فالخيال يريح النفس وينشّط الفكر. ولكن، إذا أُسيء توجيهُه أدّى إلى ضرّر بالغ بشخصية الطفل ونفسيته.
ويفيد الخيال الأطفال تربويّاً أيضاً من خلال تمثيلهم أدواراً إجتماعية مختلفة، كقيامهم بأداء دور الأب أو المعلّم أو الجندي بهدف تعليمهم طبيعة عمل هذه الشخصيات التي تخدم المجتمع الذين هم جزء منه.
إليكم بعض النصائح لتطوير خيال طفلكم بشكل سليم:
- يعشق الأطفال ألعاب الكمبيوتر لأنها تساير خيالهم الواسع وتجذبهم، لكن لابد أن تحرصوا على ألّا يتأثّر طفلُكم سلباً بها حتى لا يفقد القدرة البدنية والمشاركة الاجتماعية. كما أنّ تمضية الطفل ساعات أمام الألعاب الإلكترونية تُغرقه في الخيال فيهرب من مواجهة الواقع.
- توفير تحفيزات تربوية تجذب الطفل، مثل الحوار والرحلات والكتب. فنزهة أسبوعية في الحديقة برفقه أفراد الأسرة تقوّي انتماءه للأسرة وللطبيعة، وتمنحه نمواً أفضل نفسياً وفكرياً وسلوكياً.
- تنمّي القصص خيال الطفل فيكوّن صوراً عن الأشخاص والأحداث والأماكن وتعلّمه مفاهيم تربوية. ومن الأفضل سرد القصص مستخدمين الإشارات وتعبيرات الوجه والجسد لأنّها تثير خيال الطفل وتحفّزه.
بين الخيال والكذب
إنّ تدريب الطفل على إدراك الحقائق ومعرفة الفارق بين الكذب والخيال أمر مهمّ ولا بدّ من العمل على تنميته أيضاً.
ولا ينصح الأخصائيون مقاطعة الطفل عندما يسرد قصته الخيالية أو السخرية منه، لأنّ هذه التصرفات تجعله يفقد ثقته في المحيطين به. يجب البحث عن الأسباب التي دفعته ليرويها وعجزه عن سرد الوقائع. وقد يكون السبب رغبته في الحصول على اهتمام الآخرين أو أن يحقق في الخيال ما يعجز في أن يحقّقه في الواقع.
والحلّ هو أن توضحوا له أنّكم تعرفون أنّ ما يحكيه هو خيال، ولا تصفوه بالكذب. اشرحوا له أنّكم تخشون عليه من اختلاط الواقع مع الخيال في ذهنه، وشجّعوه على أن يستفيد من هذه الموهبة عبركتابة القصص أو رسمها.
إنّ الخيال في حدّ ذاته إبداع، فلا تخافوا أو تحاولوا الحدَّ منه. ولكن إذا لجأ الطفل للخيال هرباً من الوافع، عليكم حينها أن تعالجوا الأمر مع أخصائي.