أقصي المنتخب الوطني اللبناني من دور المجموعات في كأس آسيا «الإمارات 2019» على الرغم من فوزه على منافسه الكوري الشمالي 4-1، في ختام المرحلة الثالثة والأخيرة في المجموعة الخامسة، على ستاد مدينة الشارقة أمام نحو 4300 متفرج.
وكان هذا الفوز الأول آسيوياً في تاريخ لبنان منذ مشاركته الأولى عام 2000، عندما حصد تعادلين وخسارة، وخسر مرتين في النسخة الحالية.
وكان منتخب لبنان يتطلّع إلى فوز كبير بفارق 4 أهداف يؤهله إلى ثمن النهائي من نافذة «أفضل ثالث». وهو حقق الفوز الأول للبنان في النهائيات القارية التي شارك فيها مرتين، أولهما من بوابة الاستضافة عام 2000، إلّا أن النتيجة لم تسعفه في ضوء نتائج بقية المجموعات.
«سيناريو الإقصاء موجع»
بطاقتان صفراوتان... هما «الحسرة» التي غصّ بها اللبنانيّون، فعلى الرغم من تعادل لبنان مع فيتنام بعدد النقاط (3)، وفارق الأهداف (سجل كلا المنتخبين 4 أهداف واستقبلا 5)، ودّع البطولة والألم الأكبر في عيون شعبه على بطاقتين صفراوتين تلقاهما لاعبوه أكثر من المنتخب الفيتنامي (7 مقابل 5)، أو فشله بتسجيل هدف إضافي عن الأربعة التي سجّلها.
ربما الأمرّ من ذلك هو هدف علي حمام الصحيح، والذي تمّ إلغاؤه في مواجهة قطر إفتتاحاً، في المباراة التي خسرها لبنان 2-0.
المكسب الأكبر
كسب اللبنانيّون بشكلٍ عام، والمُطّلعون على الخبايا الكروية محلياً، فكرة وحيدة وهي: «لا غنى عن اللاعبين المحترفين-المغتربين... لذا يجب التطلع نحو الخارج».
فالبطل اللبناني الأبرز في هذه المشاركة الآسيوية كان فليكس جورج ملكي، الذي روى عطش شعب يحلم برؤية من يقاتل بضراوة لأجل بلاده، وذلك من خلال أدائه البطولي في المباريات الثلاث، ومقطع الفيديو الذي تداوله الناس على مواقع التواصل الإجتماعي والذي يظهر فيه وهو يُزاحم لاعبَين سعوديّين يؤكد ذلك.
وإلى جانب فليكس برز شقيقه روبير، وجوان الأومري مدافع النصر الإماراتي كما هلال الحلوة مهاجم أبولون سميرنيس اليوناني. فالأخير ظهر من خلال مهارته ونضوجه الكروي، إلى جانب حسّه التهديفي العالي (سجّل هدفه الدولي الخامس).
الأهداف
افتتح المنتخب الكوري الشمالي التسجيل عبر لاعب سان بولتن النمسوي كونغ ريونغ-باك، الذي سدّد ركلة حرة مباشرة أرضية مرّت من تحت يدي الحارس مهدي خليل إلى جانب القائم الأيسر (د9). وعادلَ لاعب إيسكلستونا السويدي جورج ملكي الكفّة للبنان، عندما تابع عرضية زاحفة في قلب المرمى الفارغ، من حسن معتوق الذي راوغَ مدافعين على الجبهة اليسرى ودخل المربّع الصغير (د27).
ولعب محمد حيدر عرضية وصلت الى هلال الحلوة الذي سدّدها «على الطاير» زاحفة على يمين حارس المرمى، ليضيف الهدف اللبناني الثالث (د64).
وحاول البديل ربيع عطايا مراوغة المدافع شول-بوم كيم، إلّا أنّ الأخير أعاقه في منطقة الجزاء، ليحتسب الحكم الأسترالي ركلة جزاء انبرى لها حسن معتوق بنجاح، واضعاً الكرة بقوة على يمين الحارس (د80)، وكان هذا الهدف الدولي رقم 20 في مسيرة معتوق، وقد عادلَ به رقم الهداف التاريخي للمنتخب رضا عنتر.
وفي الدقيقة 90+8، أضاف الحلوة هدفه الثاني والرابع للبنان، عبر تسديدة صاروخية من على مشارف منطقة الجزاء سكنت أعلى الزاوية اليمنى للمرمى الكوري.
لذعات قد توقظ
وحملت هذه المشاركة عدة نقاط وُجّهت على أثرها علامات استفهام واعتراضات كثيرة، أبرزها التقوقع الدفاعي خلال المباراتين الأولتين.
ويضاف إلى ذلك الإصرار على الزَجّ بسمير أيّاس كصانع ألعاب، وهو يعاني زيادة في الوزن بعد ابتعاده لفترة ليست بقصيرة عن ناديه قبل أن يعود ويجلس على مقاعد الإحتياط. إلّا أنه استدعي وتمّ إشراكه في الوقت الذي لم يظهر جيداً في المباريات الودية، وكأن «لا يوجد ضغط أو منافسة» لخسارة مركزه على أي من العناصر الأساسية.
وأيضاً برزَ معدّل الأعمار المرتفع لدى الفريق، فقد حان وقت الاعتزال الدولي لبعض الذين هرموا وضحّوا بالكثير لصالح بلدهم. لكن يجب ضخّ دماء جديدة تكون قادرة على الغوص عميقاً في تصفيات كأس العالم المقبلة.
مجريات اللقاء
دخل اللبنانيّون المباراة محاولين بسط سيطرتهم، إلّا أنّ الكوريّين كان لهم رأي آخر وباغَتوا لبنان من خلال هدف السبق. وعلى رغم ذلك رفع رجال الأرز وتيرة هجومهم بعض الشيء وعادلوا النتيجة، وسط تألّق الحارس الكوري واعتماد اللاعبين الكوريين على المرتدات السريعة.
في الشوط الثاني أهدر اللبنانيّون الفرَص بغرابة أمام المرمى الكوري، لكنّ دخول ربيع عطايا وعدنان حيدر كان عاملاً بالغ الأهمية للبنان بتسجيل الأهداف الثلاث الأخيرة، في الوقت الذي ردّ مهدي خليل على خطأه في الهدف الأول بإنقاذ المرمى اللبناني من انفرادتين ورأسية بالغة الخطورة.
خيارات المدربين
بدأ المدير الفني لمنتخب لبنان المونتنغري ميودراغ رادولوفيتش خطة (4-3-3) بمهدي خليل حارساً للمرمى، ولأول مرة منذ عدة مباريات بـ4 مدافعين هم: ألكسندر روبير ملكي (يمين)، وليد اسماعيل (يسار)، نور منصور وجوان الأومري (في قلب الدفاع).
وطعّم وسط ملعبه بصانع الألعاب سمير أيّاس (علماً أنه المركز الذي كان شبه ملغى في حسابات المونتنغري)، وتواجد فليكس جورج ملكي إلى جانب نادر مطر كمتوسّطي ميدان. وكان محمد حيدر في مركز الجناح الأيسر، قابله قائد الفريق حسن معتوق ناحية اليمين، وهلال الحلوة كرأس حربة.
في الشوط الثاني دخل ربيع عطايا بدلاً من نادر مطر (د53) ثمّ عدنان حيدر مكان سمير أيّاس (د77)، فتحوّل الرسم التكتيكي إلى 4-1-2-3، قبل أن يدخل حسن شعيتو موني بدلاً من نور منصور (د81).
في الجهة المقابلة تواجد في التشكيلة الكورية الشمالية (4-4-2) ميونغ-غوك ري حارساً للمرمى، وهيونغ-جين سيم، سونغ-إيل أن، كوك-شول جانغ وشول-بوم كيم في الدفاع. وكيم يونغ-إيل، يونغ-جيك ري، أون-شول ري وكيم-كيونغ هون في وسط الملعب. وتألف خطّ المقدمة من كونغ ريونغ-باك وكوانغ-سونغ هان.