تجدد الصراع على الساحة الدرزية بفعل الانقسامات السياسية الحادة مؤخراً، وتحديداً بين «المختارة»؛ مقر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، والجهات الدرزية الأخرى التي تضم النائب طلال أرسلان والوزير الأسبق وئام وهاب، خصوصاً بعد اللقاء الذي عُقد في بلدة الجاهلية والذي ضم سائر القوى الدرزية الحليفة لدمشق وطهران.
وفي هذا السياق، توقف مصدر نيابي بارز في «اللقاء الديمقراطي»، نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"، عند دلالة زيارة السفير الإيراني إلى «دارة خلدة» معقل أرسلان، والمواقف التي أطلقها أرسلان في سياق هجومه على الحكم والقضاء والقوى السيادية، ناهيك بما تطرق إليه أرسلان في الجاهلية.
وقال المصدر للصحيفة: "إن كل ذلك يصب في خانة ضرب هيبة الدولة ومؤسساتها والقضاء"، مؤكداً "سعي «الحزب التقدمي الاشتراكي» ورئيسه وليد جنبلاط إلى عدم إقحام الجبل في أي خلافات سياسية من شأنها أن تنعكس سلباً على الوضع الأمني باعتبار ذلك خطاً أحمر بالنسبة لنا".
وفي سياق، التصعيد السياسي والكلامي من قبل البعض، اعتبر المصدر ذاته ان "هذا التصعيد هو رسالة سورية، ومن (بشار الأسد) تحديداً، وتصب في خانة الأحقاد الدفينة وكل ما يؤدي إلى الفتن والمخططات الدموية والتخريبية التي لطالما تميز بها بيت الأسد ونظامه....".
مضيفاً، "نحرص على أمن الجبل واستقراره، وعلى الأمن الوطني بشكل عام، لا سيما في هذه الظروف الصعبة؛ حيث الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة وأوضاع الناس المزرية اجتماعياً...".
وفي هذا الإطار، علمت الصحيفة من مصادر في «اللقاء الديمقراطي» أن "رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، تمنى على جميع المحازبين عدم الانزلاق لمحاولات جرّهم إلى فتنة في الجبل من قبل البعض ممن يدفعهم النظام السوري للتصعيد لتصفية حساباته على الساحتين اللبنانية والدرزية". مشددةً على أن "المرحلة تتطلب وعياً ومسؤولية، وعلى أن أمن الجبل واستقراره مسؤولية الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وسائر الأجهزة الأمنية الشرعية".
وكان جنبلاط، شارك في اجتماع دوري للمجلس المذهبي الدرزي في دار الطائفة في فردان، موضحاً "بأن هذا الاجتماع لا علاقة له بلقاء بكركي كاجتماع سياسي، وغير سياسي، ولا ببعض التظاهرات التي ظهرت هنا أو هناك ذات طابع سياسي"، لافتاً إلى انه "اجتماع دوري هدفه تفعيل المؤسسات"، الا انه اكد ان "المجلس المذهبي هو الشرعية الأساسية الواحدة الموحدة" بحسب ما نقلت صحيفة "اللواء".