بعد الخروج المرّ للبنان من كأس آسيا أمس والذي أحزننا جميعًا كلبنانيين المحب للمنتخب والشامت على حد سواء.
سأكون منطقيًا وبعيدًا عن العواطف والمزايدات ما الفرق بين الخروج في هذه المرحلة أو الخروج في المرحلة القادمة؟
هل هناك أمور ستتغير في كلا المرحلتين الجواب أكيد لا.
هل كنا نتوقع أن ننافس على هذه البطولة الجواب أكيد لا.
المشكلة كبيرة جدًا فهناك فرق كبير بين التمني و (التوقع، أو الترجي).
لأنّ التمنّي يكون لتلك الأشياء التي من غير الممكن أو من الصعب تحقيقها، وأمّا الترجّي فيكون لتلك الأشياء التي من الممكن حصولها، فحين يترجّى الإنسان حصول شيء فإنه في قرارة نفسه موقناً بالحصول عليه يوماً ما، فالتَمَنِّي هو طلبُ حصول الشيءِ الذي يصعب حصوله، أو يستحيل، والتمني لا يكون إلا للمستحيل، أو البعيد عن التحقيق، والمنال.
أما الترجي والتوقع هو ترقّب حصول الشيء المراد تحقيقه؛ فالرجاء يكون مع بذل الجهد، وحسن التوكل، ومع إمكانية حصوله، فمثلاً هناك من يتمنى أن يزرع أرضه، ولكنه لا يعمل بجد لزراعتها، فلا يزرعها وتبقى أرضه على حالها وهذا ما يُسمّى بالتمنّي، وهناك من يترجى ويتوقع الخير من أرضه فيقوم بزراعتها، والاعتناء بها، وترقّب الحصول على ثمرها، ونتاجها وهذا ما يُسمّى بالترجّي.
إقرأ أيضًا: لم تجرِ رياح لقاء بكركي كما اشتهتها سفن البطريرك
التمني هو للجمهور والشعب والمحبين والتواقين لان يرو أبناء بلدهم على منصات التتويج وهذا حق لكل أبناء الوطن.
أما التوقع والترجي فهو للمسؤولين القيمين على الإعداد ولهم دور في التخطيط والبناء.
فلا يجوز ممن يجب عليهم التوقع والترجي ان يذهبوا للتمني والأمنيات.
إذا فلنهون على أنفسنا ونتقبل الواقع كما هو.
الشكر للاعبين الأبطال الذين قدموا أقصى ما بامكانهم، ولكن السؤال هنا هل سنعمل على تقييم ما حصلنا عليه من تجربتنا ونعمل على تطوير الإيجابيات والتقليل من السلبيات؟
هل سنضع خطط مستقبلية واضحة؟ وهل سنؤمن الملاعب لتطوير منتخباتنا؟
وهل سيكون هناك اهتمام واضح من دولتنا لقطاعات الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا.
هل وهل وهل وهل؟؟؟؟؟
هنا أتمنى أن يحدث ذلك ولكنني لا أتوقع.