لا زال الحوار حاجة في مجتمعاتنا المتنوعة وإلا فما هو البديل؟!
شارك رئيس الفريق العربي للحوار الإسلامي – المسيحي وعضو اللجنة الوطنية الإسلامية – المسيحية للحوار القاضي عباس الحلبي في لقاء حواري في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي للحديث عن تجربته الشخصية في ميدان الحوار الإسلامي – المسيحي والخلاصات التي توصل اليها ونظرته لمستقبل الحوار.
وشارك في اللقاء حشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والفكرية والدينية والإعلامية ومنهم عضوا المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمد الخنسا والأستاذ غالب أبو زينب وعضو اللجنة الوطنية الإسلامية – المسيحية للحوار الدكتور علي الحسن والمستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت الأستاذ محمد مهدي شريعتمدار والأمين العام للفريق العربي الإسلامي – المسيحي القس الدكتور رياض جرجور ورئيس مؤسسة أديان الأب الدكتور فادي ضو، وآخرين من المهتمّين وأصدقاء مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي.
وبداية قدّم للقاء وأداره الأستاذ قاسم قصير مشيرا إلى أهمية التجربة الذاتية والعامة للقاضي عباس الحلبي في الحوار الإسلامي – المسيحي ودوره في العديد من الأنشطة والمؤسسات، وأهمية دراسة هذه التجربة وتقييمها والإطلالة على دور طائفة الموحدين الدروز الحوارية والتوحيدية.
ثم تحدث القاضي عباس الحلبي عن أهم المحطات الحوارية والعملية في حياته منذ بداية الحرب الأهلية في لبنان وصولا إلى المساهمة في التحضير للوثيقة التي قدّمت باسم لقاء بيت الدين لمؤتمر اتفاق الطائف، ومن ثم دوره في الفريق العربي الإسلامي – المسيحي واللقاء اللبناني للحوار والمشاركة في السينودس من أجل لبنان.
وحول الخلاصات التي توصل إليها بشأن الحوار الإسلامي – المسيحي ودور الموحدين الدروز في الحوار قال: من خلال دراساتي وأبحاثي والعودة إلى تراث الموحِّدين الدروز تأكد لي إيمان الموحدين بالحوار ووحدة كل الأديان وحرصهم على العيش المشترك والتواصل مع مختلف الطوائف الدينية وسلوكهم طريق الحكمة والتوحيد ودعوتهم للتمسك بسلم القيم الأخلاقية الثابتة وتجاوز كل الانقسامات الدينية بغية الوصول إلى حقيقة إنسانية أعمق وهي
جوهر الروحانية الحقة؛ لأن الأديان روافد تصبّ في مجرى واحد وحيد، ولذا فمذهب الموحدين الدروز هو مذهب حواري يقبل الآخر المختلف ويحترم الاختلاف والتعدد.
وعن تقييم تجربته الحوارية، أكد القاضي الحلبي ضرورة الحاجة إلى مراجعة نقدية من كل العاملين في الحوار وخصوصا الأطراف الإسلامية؛ لأن الاطراف المسيحية قامت بمراجعة نقدية، ودعا إلى اعتماد لغة واحدة خلال الحوار مع الآخرين وعدم وجود ازدواجية في الخطاب بين الداخل والخارج، وأشار إلى وجود عدة ثغرات في التجربة الحوارية ومنها بقاء الحوار في الغرف المغلقة والحاجة إلى وصوله للفئات الشابة وفشل بعض التجارب الحوارية السياسية، لكنه ختم بالقول:
هل لا يزال الحوار حاجة في مجتمعاتنا المتنوعة؟ وأجاب أسارع إلى القول: إن لم يكن حوار فما هو البديل؟ ولكن يجب إعادة صياغة أهدافه وأدبياته على ضوء الوقائع الجديدة التي أفرزتها التطورات في لبنان والجوار، مع الإشارة إلى أنه لا يمكن الاستهانة بما تقوم به بعض المؤسسات الحوارية الناشئة من نشاطات تروج لثقافة الحوار في المدارس والجامعات وسائر المنتديات كمثل منتدى الثقافة والتنمية والحوار ومؤسسة أديان وسواهما.
وفي الختام دار حوار بين المحاضر والمشاركين حول مختلف الموضوعات الحوارية وجرى التأكيد على أهمية اطلاق مبادرة جديدة للحوار الوطني والعمل لإشراك الشباب في الحوار وابعاد الحوار عن التأثيرات السياسية السلبية والحاجة لمزيد من التواصل والتعارف بين مختلف المكونات الطائفية والدينية في لبنان والمنطقة.