مهما زُيّنت الأهداف والمرامي لاجتماع النواب الموارنة مع قادة أحزابهم في بكركي اليوم بدعوة غبطة البطريرك الراعي، ومهما سيق من حُججٍ ودفاعاتٍ لتبرير انعقاد اجتماع طائفي (ذو طابع مذهبي)، يبقى السؤال المشروع مطروحاً: لماذا تسعى بكركي التي تحظى بهيبة دينية ومكانة وطنية إلى عقد مثل هكذا لقاء في ظروف البلد القاسية على كافّة الصُّعُد؟
إقرأ أيضًا: إنزال العلم الليبي .. مطاردة الأشباح وضرب هيبة الدولة
العارفون ببواطن الأمور، يذهبون هذه الأيام للقول بأنّ الدافع الوطني لانعقاد اللقاء النيابي الماروني يبدو ضعيفاً وركيكاً، أولا بسبب انسداد أفق التأليف الحكومي، وثانياً بسبب الطابع الماروني الصرف للّقاء، ويعزون صعوبات ولادة الحكومة العتيدة إلى مواقف الوزير باسيل بضرورة حصوله على الثّلث المعطّل تارةً، وموقف حليفه حزب الله بتوزير أحد أعضاء اللقاء السّنّي التشاوري طوراً، ومع وصول الأمور حالة الخطر المحدق بالعهد وتياره معاً، كان لا بُدّ من القيام بخطوة شدّ عصب طائفي يُؤازر العهد ويشدُّ عضد الوزير باسيل، الذي يخوض معارك "عشوائية" على كافة الصّعد ومع مختلف الأطراف السياسية، لذا غمز البعض (وعن حقٍّ ربما)، بأنّ مؤتمر بكركي الماروني هو مؤتمر حامي حقوق المسيحيين عامّةً، والموارنة خاصّةً، الوزير باسيل، وعليه يكون غياب قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عن الاجتماع (عمداً على الأغلب) ضربة معلّم، لعدم إعطاء باسيل مزيداً من الجوائز المجانية، والتّغطيات على مسارات فاشلة انتهجها منذ وصول العماد عون إلى سدّة الرئاسة، مسارات زيّنها بالانتصارات البهلوانية والتحالفات المريبة، رغم خيباته الواضحة في إدارة المرافق العامّة التي وضع يده عليها منذ حوالي عقدٍ من الزّمن، ويحاول اليوم أن يُنقذها ببركات وابتهالات وصلوات سيد بكركي.
إقرأ أيضًا: إعادة العلاقات مع سوريا .. الخذلان العربي والموقف القطري المُشرّف
قال رجلٌ لغُلامه: هات الطعام وأغلق الباب، فقال الغلام: هذا خطأ، وإنّما يُقال : أغلق الباب وآت بالطعام. كان الله في عون الموارنة واللبنانيّين معاً.