يمرُّ لبنان في الوقت الراهن بالعديد من المُشكلات المتراكمة والإستحقاقات الدقيقة التي تتطلّبُ الجهد لمواجهة هذه الأزمات بأقلّ كلفة.
من الحدود اللّبنانيّة – الإسرائيليّة والتهديدات اليوميّة التي يتعرّض لها لبنان من جانب العدو إلى الضغوطات لإعادة النفوذ السوريّ في السياسة اللّبنانيّة والملفات الداخليّة كما كان عليه الوضع قبل عام 2005 إلى جانب الوضع الإقتصاديّ المُتردّي وإضافةً إلى كلّ هذه العوائق العجز في تشكيل الحكومة منذ أكثر من 8 أشهر.
ما جعل الوضع يستاء رفض إستقبال الوفد اللّيبيّ في القمّة العربيّة فزادت الخلافات السياسيّة الداخليّة حتى بدأ الشارع بالغليان.
وفي ظلّ هذه الظروف الحساسة، وجّهت البطريركيّة المارونيّة الدَعوة إلى إجتماعٍ "مسيحيٍّ" طارئ مُوسّع.
إقرأ أيضًا: "مارك ضوّ لـِ لبنان الجديد: النظام السوري يحاول إستعادة نفوذه في لبنان"
وبحسب المعلومات، يهدفُ هذا اللّقاء إلى توحيد الصفّ المسيحيّ قدر المُستطاع والتنسيق بين كافّة الأطراف بعيدًا عن المُشكلات التي حصلت داخل الصفّ المسيحيّ- المسيحيّ لإنقاذ الطائفة من المخاطر الإقليميّة التي من المُمكن أن تُهدّدهم وذلك حفاظًا على وجودهم.
ويهمُّ بكركي أيضًا رصّ الصفّ المسيحيّ في هذا اللّقاء لـِ عودة المسيحيّين إلى لعب الدور على مُستوى القرار الداخليّ من خلال المشاركة في السلطة بشكلٍ وازنٍ، ورفض تحجيم الدور المسيحيّ أوّ محاصرته، وكلّ هذه الخطوات لن تنجح إلّا بإبعاد النزاعات ما بين الصفّ الواحد.
وتأتي هذه القمّة بعد الكلام الخطير الذي أطلقه رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون من بكركي صبيحة عيد الميلاد عندما قال: "البعض يحاول خلق أعراف جديدة".
ويرى البعض أنّ الحديث الذي دار بين عون والبطريرك كان صريحاً لاسيّما وأنّ حزب الله يحاول فرض أعراف جديدة، ويتمّسك بتمثيل حلفائه السنّة من اللّقاء التشاوريّ، ولا بدّ إلى التنويه أنّ عون أيضاً كان قد صرّح خلال الإطلالة الإعلاميّة له بمناسبة الذكرى الثانية لإنتخابه بأنّ هؤلاء لا يشكّلون كتلة نيابيّة، في حين أنّ الحكومة كان يجبُ أن تتألّف بعد حلّ عقدة تمثيل القوات اللّبنانيّة وقبلها عقدة تمثيل الحزب التقدّمي الإشتراكيّ.
و أعلنت جمعية "لابورا" العضو في اتحاد "أورا" الذي يضم الجمعيات الأربع: الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان، "لابورا"، "أصدقاء الجامعة اللبنانية" و"نبض الشباب"، تفاؤلها "إزاء لقاء الاربعاء المقبل، الذي دعا اليه البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي مع رؤساء الكتل النيابية والنواب الموارنة في بكركي، للتداول في دور الموارنة بمواجهة الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وما بلغت إليه من ترد على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي".