في زاوية قرب مجمع "السيتي مول"، شاب ثلاثيني ينتظر بسيارته فتاة واعدها على اللقاء. دقائق معدودة حتى وصلت الصبية ترافقها دورية أمنية. أوقف الشاب على وجه السرعة واقتيد الى التحقيق. المعطيات الأولية تشير الى عملية ابتزاز متكررة. الضحية صبية في مقتبل العمر كان ذنبها الكبير أنها وثقت بمن واعدت وأرسلت له صورها شبه العارية فباتت "فريسة" بين يديه يحرّكها كما يشاء ويستجر منها المال والطلبات الجنسية متى رغب.
المدعى عليه هو "رزق الله. م" الذي تعرّف على المدعية "جنى" عبر "فايسبوك" وراح يتحدث يومياً لمدة ثلاثة أسابيع متتالية، مستخدماً حساباً الكترونيّاً باسم "روني"، وبتاريخ لاحق أرسلت الفتاة له صوراً فوتوغرافية لها وهي شبه عارية بناء على طلبه منها أكثر من مرّة.
وثقت "جنى" بـ "روني" الى أبعد الحدود، وراحت تخبره قضايا خاصّة ومن بينها أمور فاضحة حصلت معها، ومنذ ذلك الحين راح يتحين الفرصة المناسبة لابتزازها، فسوّلت له نفسه أن يواعدها وإقامة علاقة جنسية به، كما طلب منها إحضار مبلغ من المال معها، وإلا فسيقوم بنشر صورها المذكورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن لم تستجب لرغباته الجنسية أو الماديّة.
إزاء التمادي في استفزازاته وطلباته، تقدمت الفتاة بشكوى أمام النيابة العامة التي أعطت الإشارة بتوقيفه، بعد الـتأكد من أنّه هو الشخص الذي يستعمل الحساب باسم "روني" وفقاً للإستقصاءات التي قام بها مكتب جرائم المعلوماتية.
توقيف المبتز تمّ في محلة نهر الموت قرب مجمّع السيتي مول، حيث حضرت "جنى" بناء على موعد مسبق مع "روني" لإقامة علاقة جنسية وجلب المال تحت وطأة التهديد والوعيد، وقد واكبتها عناصر أمنية من المكتب المذكور، وجرى إخضاع الشاب للتحقيق، فاعترف عن هويته الحقيقية زاعماً أنّه كان قد عرض الزواج على "جنى" وأنه كان يريد مساعدتها لإدخالها الى إحدى الجمعيات لذلك طلب منها المال، مقرّا بأنه هدّدها بنشر صورها الفاضحة.
أمام قاضي التحقيق نفى الموقوف ابتزاز ضحيته أو تهديدها بنشر صورها عبر "السوشيل ميديا"، مدعياً أنه هددها بفضحها أمام شقيقتها فقط، وقد عادت الفتاة واسقطت حقوقها الشخصية عن المدعى عليه بعدما تعهّد بعدم التعرّض لها.
وقد أحيل المدعى عليه للمحاكمة أمام القاضي المنفرد الجزائي في بيروت بجرم ابتزاز الفتاة وتهديدها بفضحها إن لم تقم علاقة جنسية معه ومدّه بالمال.