أكد وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي ان “انعقاد القمة الاقتصادية في بيروت، سيكون لها ايجابيات بالنسبة إلى لبنان”، معتبرا انها “قد تؤمن بعض الاوكسيجين للاقتصاد من خلال مشاركة رجال أعمال عرب بالاضافة إلى نتائج مؤتمر سيدر”، مشيرا الى انه “حتى الآن لا عائق اساسيا امام انعقادها”، موضحا ان “هناك موقفا سياسيا رافضا لانعقادها وهذا لا يعني وجود عرقلة عملانية”.

وأكد “إصرار اللبنانيين على تشكيل الحكومة في أسرع وقت لضبط ايقاع العمل السياسي في لبنان”، مذكرا ان “القوات اللبنانية طالبت وما زالت بحكومة مصغرة”.

ولفت الى انه هو “من اتخذ القرار لنقل مباريات كرة القدم”، مشيرا الى ان “تلفزيون لبنان نقل هذه المباريات لأن وزير الاعلام اخذ قرارا بأن يشاهد اللبنانيون في لبنان فريقهم”. وقال: “لو اردنا ان نقرصن لكنا نقلنا كل المباريات من دون استثناء”.

كلام الوزير الرياشي جاء في خلال لقاء عقده مع ابناء الجالية اللبنانية في دولة الكويت.

فقد استهل اللقاء بكلمة للقائم بأعمال السفارة اللبنانية في الكويت نسرين بو كرم استهلتها بالترحيب بالوزير الرياشي والوفد المرافق، مشيرة الى ان هذا “اللقاء هو من اللقاءات الاكثر حشدا مع ابناء الجالية”.

ثم ألقى الوزير الرياشي كلمة قال فيها: “اتيت الى الكويت منذ يومين، واجريت مقابلات عدة، ابرزها اليوم مع سمو الامير، حيث كانت جلسة مطولة معه، واستفدت كثيرا من حكمته ودرايته بملفات المنطقة، خصوصا عنايته ورعايته للملف اللبناني واللبنانيين العاملين في الكويت”.

وتوجه الوزير الرياشي الى الجالية في الكويت بالقول: “لديكم راع صالح هنا في الكويت واتمنى ان توجهوا له تحية كبيرة. صحيح ان هناك عثرات كبيرة امام تشكيل الحكومة اللبنانية، لكنها في نهايةالمطاف ستتشكل، وصحيح ان هناك صعوبات اساسية امام قيام الاقتصاد اللبناني ولكن الامر الاكيد ان الاقتصاد اللبناني لن ينهار لاسباب عدة، احدها انتم ودعمكم للبنان من خلال الاغتراب واعمالكم في هذا الاغتراب”.

وتابع: “لبنان ليس قوة طبيعية موجودة في المنطقة، بل نموذجية تقدم رسالة نموذجية لابناء المنطقة واليوم لابناء العالم، لأنه نادرا حين يحصل لقاء متعدد الثقافات والحضارات الا ويؤدي الى اصطدام، لكن لبنان يقدم النموذج المعاكس لحوار الحضارات ولحياة مشتركة بين مختلفين ولكيفية تنظيم هذه الحياة”.

وقال: “هذا المثال الذي يقدمه لبنان ليس مثالا عاديا او تقليديا ينطبق على لبنان، بل مثال ينطبق عليه ويطبق على كل المنطقة العربية وكل المشرق وكل العالم. حيث توجد حضارتان مختلفتان او ثقافتان مختلفتان او مختلفون على اي شكل من الاشكال، سيقولون ان لا حل الا باللبننة. في السابق كانوا يشيرون باللبننة بأن دولا تذهب الى الحرب واليوم اللبننة تعني ايجاد الحل للدول، وهذا فخر لكم، اكبر من اي فخر آخر كلبنانيين”.

وعن مباريات بطولة آسيا في كرة القدم قال: ” يلعب منتخب لبنان لكرة القدم اليوم في بطولة آسيا. فريقنا ليس قويا ولكنه يستحق بأن ندعمه ونقف الى جانبه وان نشجعه ونصفق له، فالتصفيق للبنان ولفريقه شرف لنا”.

وأشار الى حصول “اشكالية مع شركة bein لنقل المباريات، ولم نستطع الوصول الى اتفاقية بينها وبين تلفزيون لبنان. السؤال الذي يطرح لماذا نقل تلفزيون لبنان مباريات المنتخب اللبناني؟ تلفزيون لبنان نقل هذه المباريات لأن وزير الاعلام اخذ قرارا بأن يشاهد اللبنانيون في لبنان فريقهم”.

اضاف: “هم يقولون بأن هذا النقل هو قرصنة. نحن اول من نظم مؤتمرا ضد القرصنة ولحماية الحقوق برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري نظمته وزارة الاعلام اللبنانية. لو اردنا ان نقرصن لكنا نقلنا كل المباريات من دون استثناء، ولكننا نعلم انه فوق العقود التجارية التي تشكل حقا وقانونا، يأتي الدستور فوق القانون. الدستور الذي انا من واجبي كوزير ان اطبقه واحميه. من حق الشعب اللبناني ان يشاهد فريقه ليس لأن فريقه خسر او ربح بل لأنه يريد ان يخسر مع فريقه وان يربح معه”.

وتابع: “إنه حق مكتسب للشعب اللبناني باسم الدستور والحرية وباسم محاكم العدل الاوروبية التي اصدرت قانونا خاصا بحق المواطن على الاطلاع او المشاهدة عندما يكون معنيا بأمر مثل هذا. تقنيا، نحن حصرنا حق بث هذه المباريات وخففنا قدرة البث لتلفزيون لبنان لتغطي ال 10452 كيلومترا مربعا، ونحن وشركة bein في مفاوضات مستمرة مع ممثليهم في لبنان للوصول الى حلول مثالية والى اعمال مشتركة بينهم وبين تلفزيون الدولة اللبنانية”.

وعن “أصحاب النظريات السخيفة” قال: “هؤلاء لا يستحقون الا كلمة واحدة: لن نرد عليكم والشعب اللبناني يجب ان يأخذ حقه. واجباتي كوزير ان اعطي الحق لصاحبه وان يشاهد اللبناني فريقه”.

العلاقة مع الكويت
نحن والكويت دولتان متشابهتان في أمور عدة، ونحن لسنا ببعيدين عن بعضنا لا في النسيج المجتمعي ولا في النسيج الفكري الابداعي والاعلامي. الكويت من الدول المنتجة للكتب والمؤلفات وخصوصا أن دور النشر فيها تترجم اعمالا لكتاب عالميين نراها في بيروت ونستفيد منها”.

وتابع: “هناك اليوم ازمة صحافة، ولكنني اؤكد لكم أنه لن تكون في لبنان أزمة حرية لانه حيث نكون تكون الحرية، مع احترام معيار واحد للحرية هو آداب المخاطبة والتعاطي مع الآخر وليس الشتم، وهناك قانون يكفل هذا الحق ويحميه الى ابعد الحدود”.

وختم: “نحن نشعر بآلامكم واوجاعكم في الغربة، ولكن الارض في لبنان لا تشبه ارض احد والانسان لا يشبه احدا آخر، ارضنا وترابنا هي آباؤنا واجدادنا وشهداؤنا الذين بنوا قطعة سماء على الارض لدرجة ان احد الشعراء قال “هذا وقف الله على الارض”، وهي مسؤولية المسلمين والمسيحيين بكل مذاهبهم وطوائفهم بأن يحموها اذا كانوا فعلا يحبون الله والا تكون هناك مشكلة بينهم وبين الله. هذه الارض لن نتركها لاحد ولن نسمح لاحد بأن يدوسها لأنه بذلك يكون يدوس على اجدادنا وآبائنا”.

بعدها رد الوزير الرياشي على عدد من اسئلة الحضور وقال: “قدمنا تجربة في الحكومة الحالية في موضوع مكافحة الفساد وهي تجربة متواضعة ولا تزال في بداياتها، ولكن مكافحة الفساد يحتاج الى سياسات دولة وليس سياسات حزب. القوات اللبنانية ممثلة في الحكومة مع حلفائها وغير حلفائها وهي تعاونت مع الجميع في هذا الاطار”.

ولفت الى ان “الفساد يحتاج الى مرحلة مباشرة وفورية لمعالجة مكامنه، الى جانب المرحلة المتوسطة من خلال بدء تنظيف الادارة من الفاسدين ومحاسبتهم ومتابعتهم بأن يكون كل مواطن خفير، ونحن وضعنا مثل هذه المنصة في وزارة الاعلام مع “الوكالة الوطنية للاعلام” من خلال متابعة الشكاوى. اما على المرحلة الطويلة فإن مكافحة الفساد تحتاج الى ثقافة في العمق، والى مواجهة الجوع والجهل والجندرما، ولكن الجائع غير الفاسد لا يمد يده على المال الحرام”.

وعن عدم مشاركة ليبيا في القمة الاقتصادية قال الرياشي: “الموقف الرسمي سيصدر خلال الساعات المقبلة عن رئيس الحكومة. ولكن حتى رئيس مجلس النواب الذي يرفض كفريق سياسي مشاركة ليبيا في القمة، فهو لا يقبل نزع العلم او اهانة اي علم. هذه اعمال فردية لا تعني الرئيس نبيه بري على الاطلاق وانا اعرف ماذا اقول”.

وفي رد على سؤال اكد “اصرار اللبنانيين على تشكيل الحكومة في اسرع وقت لضبط ايقاع العمل السياسي في لبنان”.

وأكد “العمل الحثيث من قبل المسؤولين اللبنانيين على عودة النازحين السوريين الى بلدهم بكرامتهم”، معتبرا أن “هناك من يريد لهؤلاء ان يعودوا كيفما كان”، مشددا على انه “مع الرأي الآخر بأن يعودوا بكرامتهم”، رافضا أن “يتعرض النازحون الذين لا يؤيدون النظام الى اي مشكلة حين يعودون الى بلدهم”.

وردا على سؤال آخر، أشار الرياشي الى انه “ناقش ملف لبنان في خلوة جمعته بأمير الكويت واستمع الى رؤيته لملفات المنطقة ونظرته الى لبنان كونه من الشخصيات الاساسية التي ساعدت لبنان في كثير من الظروف”، مؤكدا ان العلاقة بين وزارتي الاعلام في البلدين هي علاقة ممتازة وانه عقد جلسة مع وزير الاعلام الكويتي وتقرر تطوير العلاقات، خصوصا بعد اعلان الرياض عاصمة الاعلام العربي وحصول نقاش مستفيض حول حماية الحريات وفي الوقت نفسه حماية حقوق الآخرين من المعلومات المغلوطة والخاطئة”، مشيرا الى ان “موضوع الحريات في لبنان بينها وبين القمع شعرة”، مشددا رفضه “أي اساءة لأي دولة شقيقة، ولكن حق التعبير موجود بشكل كامل، شرط الا يؤدي الى الاساءة او القدح والذم”.

أما بالنسبة الى تشكيل حكومة مصغرة، فأكد الوزير الرياشي على ان “فريقه السياسي من المطالبين بتشكيل مثل هذه الحكومة، ونعتبر انها تساهم في حل الامور، لكن لم يتم التجاوب معنا وطالبنا بذلك أكثر من مرة الا ان القرار جماعي في لبنان”.

أما بالنسبة الى اعادة تعويم حكومة تصريف الاعمال، فهذا كان مطلب القوات اللبنانية بانتظار ازالة المعوقات امام تشكيل حكومة جديدة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري يؤيد هذه الفكرة ويجب الاسراع في تشكيل الحكومة لحل امور الناس العالقة. واعتقد انه سيتم تعويم الحكومة الحالية اذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة خلا أسبوعين أو ثلاثة”.

وختم الوزير الرياشي: “في حال عدم انعقاد القمة الاقتصادية فان هذا الامر لن يكون جيدا بالنسبة للبنان، اما اذا انعقدت فسيكون الامر ايجابيا ويشكل حركة اقتصادية ومشاركة رجال اعمال عرب، بالاضافة إلى نتائج مؤتمر “سيدر”، قد تؤمن بعض الاوكسيجين للبنان من خلال ضخ الاموال، وحتى الآن لا عائق اساسيا امام انعقادها بل هناك موقف سياسي رافض لانعقادها وهذا لا يعني وجود عرقلة عملانية”.