تكشف مصادر ديبلوماسية عربية، أن السبب الكامن وراء موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من إنعقاد القمة العربية والذي لم يرتح إليه القادة العرب، هو تأكد الجميع في لبنان وفي الدول العربية، أن لا بحث عربي حالياً في العودة عن تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وبالتالي لن تتم دعوتها إلى قمة بيروت.
وتشير المصادر، إلى أن موقف بري هو موقف سياسي متصل بالاجندات داخل لبنان، وليس موقفاً قانونياً عربياً، ولا يتأتى من كونه صادراً عن سلطة تقرر مصير القمة، أي إبقاءها أو إلغاءها. إنه كلام في السياسة اللبنانية لا أكثر ولا أقل.
وتكشف أيضاً، أن الإجتماع العربي للمندوبين الدائمين الذي إنعقد للتحضير للقمة العربية - الأوروبية في شرم الشيخ في ٢٤ و ٢٥ شباط المقبل، لم يبحث بملف عضوية سوريا لا من قريب ولا من بعيد. كما أن الأجواء العربية المتصلة بهذا الموضوع تجزم بأن لا بحث الآن لهذه المسألة. وهذه المسألة لا يقرر لبنان فيها وحده، بل تحتاج إلى قرار ٢١ دولة عربية من أصل الـ ٢٢. ويظهر أن لا توافق عربي على هذه المسألة، لذلك جرى تنفيسها وتراجعت. والإنزعاج من ذلك لدى قيادات لبنانية طالبت بتأجيل القمة، كان إنعكاساً للأمر.
وتؤكد المصادر، أن لا أجواء عربية مهيأة لإعادة عضوية سوريا. حتى أن دولتين عربيتين محوريتين تقفان مع فكرة أن الظروف غير مهيأة، إحداهما مصر التي قال وزير خارجيتها أن سوريا أساساً غير مؤهلة للعودة.
وتشير المصادر، إلى أن هناك دولاً عربية لا تمانع إستعادة سوريا عضويتها، لكن اية دولة لن تقاتل من أجل تحقيق هذه المسألة. ولن يقف أحد الآن في وجه الدولتين المحوريتين في هذا الإطار. نصف الدول العربية لا مشكلة لديها أن تعود سوريا، من دون أن يكون أحد مستعداً للذهاب إلى حد افتعال مشكلة مع أحد من أجل ذلك.
كل ذلك لا يعني حتماً أن إستعادة سوريا عضويتها قد يستغرق وقتاً طويلاً. لكن المؤكد أن العرب ينتظرون إعادة تقييم للوضع السوري برمته في المرحلة المقبلة من أجل البت بهذا الموضوع. إذ أن القضية أكبر من عضوية سوريا في الجامعة بالتحديد. انما هي مرتبطة بتوازنات سياسية دولية وعلاقات مع الأطراف الدولية ذات التأثير في الملف السوري.
وبالتالي، هناك أطراف دولية معنية بالموضوع السوري، الذي لا يعني فقط الدول العربية. وهناك مصالح لدول عربية مع دول كبرى وحسابات يجب أخذها بالإعتبار، لا سيما في العلاقات مع الولايات المتحدة وروسيا والأوروبيين. وهذا الموضوع يحتاج إلى دراسة وافية قبل إتخاذ القرار المناسب.
وتقول المصادر، أنه إذا ما أبدت بعض الدول العربية خطوات حيال سوريا، فهذا لا يعني أن مشاكلها مع سوريا قد حلت. لا بل أنها خطوات حسن نية تنتظر خطوات مقابلة، لتقوم هذه الدول بخطوات أخرى، مع الإشارة إلى أن كل الدول العربية المحورية تدرك تماماً، أن الإنسحاب الأميركي من سوريا لا يعني تطبيعاً أميركياً مع النظام فيها. كما أن الإنسحاب لا يشكل ضوءًا أخضر للأطراف العربية التي يمون عليها الأميركيون، للعمل لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية.
وتكشف المصادر، ان واشنطن ليست مع دعوة سوريا الى القمة الاقتصادية. وأوضحت ان مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية ديڨيد هيل، أبلغ لبنان موقف بلاده من انسحابها من سوريا، وأوضح ان سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا لم تتغير بعد قرار الانسحاب الذي سيتم تدريجاً. كما أن الولايات المتحدة ستبقى تسعى لحل تقوم به الأمم المتحدة من خلال العملية السياسية، وأساساً تحض على عدم إضفاء شرعية على الاسد الآن وحتى موافقته على الحل ضمن العملية السياسية.
ويُذكر أن القمة العربية الإقتصادية والتنموية ستبدأ فعلياً غداً الأربعاء حيث ينعقد الإجتماع التحضيري الأول لها على مستوى المندوبين. ويوم الجمعة ينعقد الإجتماع التحضيري الثاني على مستوى وزراء الخارجية والمال والإقتصاد، لتنعقد القمة على مستوى القادة الأحد.