حكمت المحكمة الخاصة برجال الدين في العاصمة الإيرانية على رجل الدين حسن آقا ميري بخلع زيه الديني مدى الحياة والسجن لمدة عامين مع تعليق الحكم الأخير لمدة خمسة أعوام.
وأعرب آقا ميري عن امتنانه لمحكمة رجال الدين على إصدار هذا الحكم مضيفاً "أنهم تفضلوا بإصدار الحكم علي بعد عشرة أو خمسة عشر عاماً من الإستدعاء والإستجواب ودهم مكتبي والسجن الإنفرادي إلخ..."
وأوضح مسؤول في محكمة رجال الدين أن هناك تهماً عدة وجهت إلى المدان منها هتك الأعراض والإساءة للمقدسات وتضليل الرأي العام.
هذا وإن الإساءة إلى المقدسات في القانون الجزائي الإيراني تستحق عقوبات قاسية على المسيء المدني فكيف إذا يكون المسيء هو رجل دين الذي تعهد بالدفاع عن المقدسات؟!
إقرأ أيضًا: أوروبا تنقذ نفسها بعد فشلها في إنقاذ الإتفاق النووي
من هو السيد حسن آقا ميري؟
إن أول ما يقال عنه في إيران أنه رجل دين التلجرامي! ذلك لأن الرجل لديه أكثر من مليون و300 ألف متابعاً على حسابيه في تلجرام وانستغرام.
إنه لم يحوّل زيه الديني إلى مهنة ومصدر للرزق بالرغم من أن رجال الدين في إيران الجمهورية الإسلامية يتمتعون بفرص ذهبية للشغل في الدوائر الحكومية والعسكر.
ما هو سر هذه الشعبية الكبيرة؟
سر شعبية آقا ميري يعود إلى لغته ولهجته في الخطابة، حيث أن الله لديه مصدر للرحمة والشفقة والمحبة وليس مصدراً للقلق والخوف والعذاب، هذه اللغة المختلفة اجتذبت الملايين من الناس ومعظمهم من الشباب إلى منبره وخطابه.
لم يكتفِ السيد آقا ميري بنقد القراءة الرسمية للدين وإثارة الشكوك حول الكهنوت الشيعي المتمثل في المرجعية الدينية بل اتخذ مواقف جريئة ضد المتشددين وفهمهم السطحي للتعاليم الدينية وخاض معركة مفتوحة مع الطقوسية المفرطة لدى شرائح للمجتمع الشيعي عامة.
إقرأ أيضًا: مسرحية الإتحاد الأوروبي تحت قناع حقوق الإنسان
أثار الحكم الصادر بحق رجل الدين المنفتح الشاب آقا ميري ردود متناقضة في إيران حيث أن الأوساط التقليدية رحبت بالحكم واعتبرت أن الرجل قد انحرف عن الدين ويفسد قناعات الشباب الدينية وفي المقابل أعرب الكثير من المثقفين عن امتعاضهم لحكم المحكمة القاسي ومنهم نجل حفيد الإمام الخميني السيد أحمد الذي أعرب عن تعاطفه مع آقا ميري.
وعلّق رجل دين آخر محمد رضا زائري على الحكم بخلع المحكوم من زيه الديني أن هناك الكثير من رجال الدين يستحقون الخلع من زيهم الديني بالتأكيد ليس أولهم السيد حسن آقا ميري الذي جذب الآلاف من الشباب إلى الدين.
يُمكن القول بأن تهمة الإساءة إلى الدين ليس بأمر هيّن ويبدو أن قاضي المحكمة هو فعلاً لم يكن مقتنعاً بهذه التهمة وأصدر الحكم بعقوبة خفيفة بحق الرجل حيث أن خلع الزي الديني لا يُمثّل عقوبة حقاً بل ضرب من الإهانة.
أما جمهور السيد حسن آقا ميري هنأوه على خلع الزي الديني وانضمامه إلى العامة من الناس، فإنهم اجتذبوا إلى منطق السيد وليس زيه الديني.