اعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو حول الفائدة وعدمها من عقد القمة الإقتصاديّة والإجتماعيّة طالما ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري متوجّس من ضعف ونتائج إنعقاد القمّة في ظل الإنقسام الداخلي الحادّ حول عقدها، رغم تأكيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن القمّة ستنعقد في موعدها، وكون الحكومة في مرحلة تصريف الأعمال ليس سببا لتأجيلها، فالحكم استمراريّة والحكومة الحاليّة تمارس صلاحيّاتها وفقا للدستور.
وأشار الخازن في حديث لـ"النشرة" الى أنّ ما يظلّل الواقع الراهن هو التباطؤ في جامعة الدول العربيّة، ومناخ توجيه هذه الدعوة، لافتا الى اننا عدنا الى مربّع التوتّر بعد مواقف وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو من القاهرة، وإنفجار إتفاق السويد في اليمن بهجوم طائرة حوثية على عرض عسكري أودى بقياديين عسكريين وجنود تابعين للرئيس عبد ربه منصور هادي، ما يعيد الأوضاع في هذا البلد إلى مربّع الصراع العسكري.
ولفت الخازن الى أنه "بغض النظر عن الآراء المتضاربة حول سوريا، لا بد من القول أنّ على لبنان التضامن مع سوريا لأنها تمثّل بالنسبة إليه تاريخًا مشتركًا وعلاقات إقتصادية كونها الممر البرّي لسوقه العربية وتصريف إنتاجه الزراعي والصناعي، ناهيك عن عامل المصير المؤثّر على الكيان اللبناني" معتبرا أنه بما يتعلّق بمسألة التضامن في موضوع القمّة، "فالأمر يكون أفضل إذا سارعت الدول العربيّة إلى وقف مقاطعتها، بحركة متسارعة لا تقتصر على فتح السفارات، بل على إحتضان الحلّ السياسي للشروع في كيفيّة مساعدتها على إعادة ما تهدّم في الحروب المتعدّدة المنابع التي شُنّت عليها".
وردّا على سؤال، رأى الخازن من المبكر التكهّن بزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى سوريا قبل إنفراج الموقف العربي في قمّة تونس المزمَع عقدها في آذار المقبل، بعد المعلومات المؤكّدة عن توجيه دعوة من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى الرئيس السوري بشار الأسد لحضور هذه القمة.
وتطرق الخازن للملف الحكومي، فأشار الى أنّ توقف العمل في المحركات الحكوميّة مرتبط بخلافات الجميع على المقادير والمعايير في التمثيل داخليًا، معتبرا أن ثمّة عوامل خارجيّة مؤثّرة في التوقيت الداخلي أيضًا. وقال: "لا أظن أن بري الذي قال بأنها "أصبحت في خبر كان" قصد على المدى الطويل، بل في المدى المنظور والمرتبط بما سيقرّره الزعماء العرب في قمّة آذار المقبلة في تونس". وأضاف: "في مطلق الأحوال نسأل لماذا الإنكفاء في هذه المرحلة من تاريخنا المحاط بالأعاصير وصفقة القرن، فضلاً عن سياسة الميوعة والشروط التعجيزيّة البعيدة عن معالجة هموم الناس ومصلحة الوطن العليا ومستقبل الأجيال الجديدة. هكذا بتنا نعاني من هذه السلبيّات الخطيرة التي تهدّد صمودنا في وجه الصعوبات الحياتيّة والمعيشيّة والقلق على المصير. فإذا كنا في الماضي قد فوتنا فرصا ضائعة وكثيرة لإنقاذ لبنان ولم نغتنم هذه الفرصة الثمينة التي نحظى بها اليوم، فإننا نكون قد حكمنا على أنفسنا بأننا شعب لا يستحق أن ينعم بوطن كلبنان يُحكم من أبنائه".
وعن دعوة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للقيادات والنواب والوزراء الموارنة الى اجتماع في بكركي منتصف الأسبوع، اعتبر الخازن أنّها دعوة طبيعيّة لأبنائه للإجتماع والتلاقي مثلما فعل وكرّس التوصّل إلى إجماع قياديّ من أربعة مرشّحين للرئاسة عند الشغور الرئاسي. وقال: "ولأن بكركي هي المدماك الأساسي في قيام لبنان الكبير سنة 1920، والذي كرّسه البطريرك الياس الحويّك في المؤتمر الدولي آنذاك بالإعتراف بلبنان الكبير الذي سنحتفل قريبًا بمئويته، هو خير خطوة لجمع الشمل الوطني في الحدود الجغرافيّة في بوتقة من الوحدة". وأشار الى ان "الدعوة التي وجّهها إلى القادة الموارنة ليست معقودة على العقدة الحكومية، بل بالموقف منها والخروج للمطالبة بالحكومة المصغّرة التي دعا إليها نتيجة إنسداد المساعي التي أوقعت البلاد في وضع إقتصاديّ وإجتماعي تعيس زادت عليه العوامل الطبيعية بلّة، ضربت كل نواحي العيش".