فجأة ومع تزايد التعقيدات أمام تشكيل الحكومة، ومع إصرار الوزير باسيل كسر كلمة الأمين العام لحزب الله عبر إحتفاظه بالتلت المعطل، ورفض توزير"سنة الأسد" من حصته الوزارية، فجأة انتبه الثنائي الشيعي أن ليبيا (ما بعد القذافي) هي دولة عربية وسوف تدعى إلى القمة الإقتصادية المزمع عقدها في بيروت يومي 19 و 20 الجاري.
وارتفعت فجأة أصوات الشيعة، رفضًا لحضور ليبيا هذه القمة، واستحضر الإمام الصدر! واستفاق المجلس الإسلامي الشيعي من سُباته العميق على عجل وأصدر بيانًا محضّرًا سلفًا، حذر فيه من تداعيات دعوة ليبيا ومن ردة فعل الجماهير الشيعية الغاضبة على تغييب إمامها منذ أربعين عامًا.
إقرأ أيضًا: نصرالله: تفاهم مار مخايل كان خطيئة
أنا كمواطن لبناني، لا زلت مشغولًا بتنظيف بيتي من وحول العاصفة نورما، ومتخوف أيما خوف من العواصف الموعودة القادمة قريبًا، أقول فلتذهب هذه القمة وكل القمم معها إلى الجحيم، وأن الأموال التي صرفت على التحضيرات والبالغة أكثر من ثلاث مليارات كان الأجدى أن تصرف على فقراء الوطن ومنكوبيه وليس على السجاد الأحمر وفنادق الضيوف ليومين.
أهمية انعقاد هذه القمة، بالنسبة للعهد وصهره لا يتعدّى إشباع شهوة ممارسة البروتوكولات الرئاسية التي لا يكاد يفوّت واحدة منها بعيدًا عن كل الظروف التي يمر بها البلد، حتى بتنا نعتقد نحن اللبنانيين أن حلم الجنرال عون من الوصول إلى بعبدا طيلة تلك السنين هي للوقوف بسيارة مكشوفة واستعراض العسكر يوم الإستقلال، وإستضافة السلك الديبلوماسي مع بداية السنة الجديدة، وأخذ سيلفي على مقاعد مجلس الأمن والمشاركة طبعًا بالقمم العربية.
إقرأ أيضًا: حزب الله: لقد هزمتنا نورما
وعليه، فإن إنعقاد قمة اقتصادية عربية في بيروت، وبرعاية الصهر المدلل هي غاية الغايات وفرصة تاريخية تمكّن الوزير باسيل من تقديم نفسه وتوزيع إبتساماته على الضيوف من الملوك والأمراء والرؤساء والخدم،، إبتسامات يعتبرها ممر إجباري يستطيع تجاوزه إلى قلوبهم (حتى بدون كارولاين) للوصول إلى خلافة عمه.
إن الوضع المستعر بين جبران باسيل وحزب الله على خلفية تشكيل الحكومة، هي فرصة ذهبية أمام الرئيس بري، لتلقيم الصهر الضربة القاضية ليس عبر تطير القمة فقط، بل ولتطيير العهد معه.