عادت وسائل الاعلام الاسرائيلي لتسلط الضوء مجددا على عملية درع الشمال ونتائجها على الكيان بالاضافة الى التقديرات العسكرية حول جهوزية الجيش لاي حرب محتملة.
دراسة "اسرائيلية": عملية "درع الشمال" فشلت
قالت ورقة بحثية "إسرائيلية"، إن عملية "درع الشمال" التي نفذها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" للكشف عن أنفاق حزب الله في الجنوب اللبناني، حاولت أن توفر لــ "إسرائيل" مشروعية سياسية لتنفيذ العملية تحت مسمّى "الدفاع عن النفس"، لكنها فشلت في ترجمة هذه المشروعية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية داخل الساحة اللبنانية.
وأوضحت ورقة بحثية أعدتها أورنا مزراحي، الباحثة بمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لـ"جامعة تل أبيب" ، أن عملية "درع الشمال" لم تستطع تحقيق انتصار يضمن اعترافًا دوليًا بحزب الله كمنظمة "إرهابية" تواصل سيطرتها على لبنان.
وأكّدت مزراحي، التي عملت في مجال التخطيط الاستراتيجي في المجلس الوزاري المصغر سابقًا، أن حزب الله يسعى لاستهداف مواقع استراتيجية ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ولا يرى أن تدمير الانفاق كفيل بالتأثير على عملية بناء القوة العسكرية التي يقوم بها حزب الله.
مجندي الجيش الاسرائيلي بين الهروب والانهيار
لم تعد صورة الجندي الإسرائيلي والجندي العربي كما كانت عليه في السابق، فالأول ظلّ يظهر على شاشات الإعلام لعقود طويلة بأنه لا يقهر بينما كان الثاني مهزوماً في نظر العامة، وما إن بدأت حركات المقاومة تظهر في البلاد العربية حتى بدأت هذه الصورة تتغير رويداً رويداً بناءً على النتائج التي استطاع المقاومون العرب تحقيقها والتي أرعبت جحافل العدو الإسرائيلي وكسرت شوكته وغيّرت صورته في الداخل الإسرائيلي وخارجه كما بدأ تأثير هذا الأمر يتغلغل بين صفوف جنود الاحتلال لتخرج دراسات جديدة توضح انتشار ظاهرة جديدة تمثلت في تراجع نسبة الشباب الإسرائيليّ المنخرطون بالوحدات القتاليّة، وتفضيلهم الخدمة في وحدات غير قتاليّة، ويبدو أن هذه الظاهرة في ارتفاعٍ مُستمرٍ، وأنّ الجيش لا يُمكنه فعل أي شيء.
المؤسسات الأمنية الإسرائيلية
هذا الوضع الذي مررنا عليه في المقدمة ظهر بشكل واضح في مطلع العام 2011 وفقاً لمصادر رفيعة جداً في المؤسسة الأمنيّة بتل أبيب والتي وجّهت انتقادات لاذعة جداً لقائد هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوت، علاوةً على ذلك، حذّرت المصادر عينها من أنّ هبوط المعنويات بشكلٍ خطيرٍ للغاية لدى الشباب الإسرائيليّ، الذي يتّم تجنيده للجيش ببلوغه الـ18 من عمره، وفق قانون التجنيد الإلزاميّ، هي المشكلة أوْ المعضلة الرئيسيّة والمفصليّة، التي يجب أنْ تؤرِق صنّاع القرار في كيان الاحتلال وتقُضّ مضاجعهم، مُشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ علاج هبوط المعنويات بالخدمة في الجيش يُعتبر اليوم التحدّي المركزيّ الماثِل أمام "إسرائيل"، كما نقل مُراسِل الشؤون العسكريّة عن المصادر ذاتها في تل أبيب.
بالإضافة إلى ذلك، لفتت المصادر إلى أنّه في كلمات التلخيص لخطاب قائد الأركان آيزنكوت أول أمس في المركز المُتعدّد المجالات في هرتسليا تحدّث بشكلٍ واضحٍ عن خشيته العميقة من تراجع المعنويات ونكوص الروح القتاليّة في الجيش الإسرائيليّ، الأمر الذي يجِد تأكيداً له في انخفاض نسبة المُجنّدين للوحدات القتاليّة، بالإضافة إلى رفض الجنود مواصلة الخدمة في الجيش بعد انتهاء الفترة الإلزاميّة التي تستمّر ثلاثة أعوامٍ، إذْ إنّ نسبة الجنود الذين انخرطوا في الوحدات القتاليّة انخفض من 79 بالمئة إلى 67 بالمئة فقط.
كما أشارت المصادر إلى أنّ الضباط في الجيش يقومون بترك الجيش خلال فترةٍ قصيرةٍ، خلافاً للماضي، كاشفةً النقاب عن أنّه خلال الاجتماعات الدوريّة التي تجري في هيئة الأركان العامّة تُسمَع الصرخات من قبل جنرالات الجيش الذين يُحذّرون بشكلٍ سريٍّ عن خطورة الوضع في الجيش الإسرائيليّ، وفقاً لما أكّدته المصادر.
الأسباب والتداعيات
يمكننا العودة في هذا الحال الذي وصل إليه الجنود الإسرائيليون إلى حرب تموز 2006 وحرب غزة، فبعد حرب تموز اكتسب المقاومون في المنطقة روحاً معنوية وقتالية تكاد لا تصدق، إذ كان الشارع العربي برمته تواقاً لحصول مثل هذا الانتصار الذي حصل في هذه الحروب، والذي جعل المؤسسات العسكرية الإسرائيلية والأمنية تراجع حساباتها جيداً وتقدّم إغراءات وميّزات للجنود لكي لا يفروا من جبهات القتال، حيث غيّرت الحروب الأخيرة موازين القوى وجعلتها في مصلحة أصحاب الأرض، إذ يشكّل اليوم الجندي العربي المقاوم رعباً حقيقياً لا يمكن تجاهله من أحد وهذا ما كان بحاجته كل عربي حر.
على سبيل المثال وفي خطوة لافتة ونادرة تدُلّ على مدى الهلع والفزع والتوجّس في "إسرائيل" من الفلسطينيين، يقول زئيف عوديد مناحم، وهو أخصائيّ علم اجتماع تربويّ إسرائيلي إن القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ عرضت تقريراً عن حياة عائلة يهودية أرجنتينية تسكن في مستوطنات غلاف غزة، وحين سألوا الطفل الذي يبلغ من العمر 10 سنوات: ممّ تخاف بشكلٍ عامٍّ؟ كان جوابه: أنْ يخرج عربي من النفق ويأخذني أثناء نومي، على حدّ تعبيره.
وتابع الاختصاصيّ في علم الاجتماع: لا ننسى الحياة في الملاجئ وصوت صفارات الإنذار وبكاء الأمهات حين الهرب إلى الملاجئ، كلّ هذه الصور تجعلنا نبدو ضعفاء أمام الجيل القادم في حين تتكّون صورة في اللاوعي عند هؤلاء الأطفال أنّ تنظيم حماس هو "عدو وحشيّ قويّ لا يرحم" وأننا مهزومون، مُشدّداً على أنّ هؤلاء الأطفال سيصبحون جنوداً بعد ثمانية سنوات وأنا أتساءل: أيّ جيلٍ هذا الذي سيُدافِع عن دولة إسرائيل وقد تربي على الرعب من أعدائنا؟، على حدّ وصفه.
فشل يتلوه فشل
حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً جذب الأنظار نحو "إسرائيل" وتحقيق نصر وهمي علّه يرفع الروح المعنوية للجنود الإسرائيليين وينقذه من ورطاته المتراكمة فيما يخصّ ملفات الفساد التي تلاحقه، وربما يستطيع تحريض المجتمع الدولي على إدانة "حزب الله" أو اتخاذ قرار جمعي ضد الحزب، كل هذا كان يريده نتنياهو من خلال عملية "درع الشمال" ومن سوء حظ نتنياهو أنه لم يصدقه أحد وأن هذه العملية تحوّلت درعاً لـ"حزب الله" وليس لـ "إسرائيل".
العملية كان هدفها تدمير أنفاق لـ"حزب الله" التي رأي فيها نتنياهو خطراً على كيان العدو لكن مصادر أمنية إسرائيلية ذكّرت نتنياهو بأن "إسرائيل" كانت على علمٍ بهذه الأنفاق منذ أربع سنواتٍ ولم تفعل شيئاً، وأضافت إنّ الوزير أفيغدور ليبرمان وزعيم حزب (يوجد مُستقبل)، النائب يائير لابيد، كانا على حقٍّ، عندما رفضا البدء بالعملية في الشمال على حساب أمن وأمان المُستوطنين فيما يُسّمى بمُستوطنات غلاف غزّة، كما كشفت النقاب بأنّ الأنفاق في الشمال، التابعة لحزب الله، وفق الرواية الإسرائيليّ، لم تصِل إلى درجة النُضج، كما هو حال الأنفاق في غزّة، وبالتالي من المُمكِن للجيش مُعالجة هذه المُشكلة في وقتٍ آخرٍ، ولكن على ما يبدو، فإنّ صُنّاع القرار في تل أبيب من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ باتوا مُغرمين في زرع الذعر والهلع لدى مُواطني الدولة العبريّة، كما أكّدت المصادر للصحيفة العبريّة "يديعوت أحرنوت".
في حال نشوب حرب... جنرال إسرائيلي: "كماشة" عربية على إسرائيل
قال جنرال إسرائيلي بارز إنه في حال دخول إسرائيل في حرب قادمة، فإن بلاده ستعاني الكثير وستظهر بها عيوب قاتلة.
ذكر مفوض شكاوى الجنود السابق، الجنرال يتسحاق بريك، في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية "كان"، باللغة العبرية، اليوم الخميس، أن تجاهل الجيش الإسرائيلي المتعمد للثغرات التي يعاني منها، ستجعله غير جاهز لدخول أية حرب مقبلة.
عناصر الجيش الإسرائيلي خلال التدريبات في القاعدة العسكرية تزيليم، في إطار محاكاة لمعركة حقيقة في قطاع غزة، 3 يوليو/ تموز 2018
7 القناة العبرية ـ هيئة البث ـ على موقعها الإلكتروني أن بريك قال: "إذا ما وقعت حرب الآن، فإن الصدمة والفشل الذي أصابنا في حرب يوم الغفران [حرب أكتوبر] عام 1973، لن يُذكر، مقارنة مع الصدمة والفشل الذي سيصيبنا في الحرب المقبلة".
ونقلت القناة عن بريك: "قمنا ببناء جيشنا دون الأخذ بعين الاعتبار التغيرات الجارية في الشرق الأوسط، حيث أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على القتال سوى على جبهة واحدة فقط".
وأوضح الجنرال يتسحاق بريك أن الشيء الذي لم يصرح به الجيش والمسؤولون السياسيون حول قائد الأركان، الجنرال غادي آيزنكوت، هو أن نجاحه في بناء الجيش، نجاح مشكوك فيه، كما أنهم لم يأخذوا بعين الاعتبار التغييرات التي حدثت في الشرق الأوسط عند بناء الجيش الإسرائيلي.
واعتبر بريك أن إسرائيل في الحرب القادمة وجيشها الذي تم بناؤه ستكون "كبالون ينفجر بوخزة إبرة"، مشيرا إلى أن إسرائيل تقع بين جبهتي، غزة ولبنان، وإذا وقعت حرب بينهما، فإن إسرائيل ستصبح بين فكيهما أو كالكماشة.
وأوردت القناة العبرية من خلال حوارها مع الجنرال بريك، أن التهديد الحقيقي والفعلي والحالي على إسرائيل، ليس من الرئيس السوري بشار الأسد، أو إيران، إنما التهديد موجود تحت أقدام الإسرائيليين.
وأضافت القناة على موقعها الإلكتروني أن إسرائيل ستكون أمام 4 جبهات حقيقية، لأن الضفة الغربية تعتبر بركان مضغوط لم ينفجر، بشكل حقيقي، إلى الآن، وإذا ما انفجرت ستؤثر على باقي الجبهات؛ وذلك وفق ما ذكره بريك.
وأوضحت القناة أن الحرب المقبلة لبلادها ستكلفها الكثير من الأرواح، نتيجة لعدم استعداد الجيش الإسرائيلي لذلك، مشيرة إلى أنه كي توقف أية حرب مقبلة، على الجيش الإسرائيلي الدخول لأراضي "العدو"، مشددا على ضرورة استعداد جيش بلاده لذلك.
وحذر الجنرال يتسحاق بريك، مسؤول شكاوى الجنود في الجيش الإسرائيلي سابقا، من احتمال سقوط آلاف الصواريخ على وسط إسرائيل، في حال اندلاع أية حرب مقبلة.
إٍسرائيل تنتقل لمعركة البحر مع "حزب الله"
نقل موقع "والاه" الإسرائيلي معلومات مفادها أن الجيش الإسرائيلي يتحضّر لصواريخ "حزب الله"، في المعركة المقبلة، متخوفاً ليس من سقوطها على مرتفعات الجليل، وإنما في البحار.
وذكّر الموقع بأنّ حزب الله أطلق صاروخين إيرانيين من طراز C-802 المضاد للسفن، واحد ضد سفينة تجارية، وآخر ضد سفينة "هانت" التابعة لسلاح البحرية، موقعها نحو خمسة أعضاء من طاقمها.
وأضاف التقرير أن الحزب قد يفرض واقعياً حظراً مائياً على إسرائيل، حسب أحد القادة في الجيش، وهناك توقعات لدى سلاح البحرية بأن يعمد الحزب إلى ضرب صواريخ في البحر، لإخافة السفن التجارية من الدخول إلى الموانئ البحرية، خصوصاً أن نحو 99 في المئة من الواردات الإسرائيلية الخارجية تتم عبر البحار.
كما أن الحزب قادر على إطلاق صواريخ على ميناء حيفا أو حتى على منصات وحفّارات الغاز، ولا شيء يردعه عن ضرب السفن التجارية. وهذا ما قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية على الأمن القومي الإسرائيلي.
وتابع التقرير أنّ هناك تخوفات لدى سلاح البحرية بحصول الحزب على صواريخ من الجيش السوري، لكسر توازن القوة القائم، ناقلاً تحذيرات الجيش، بأنه يعلم كل ما يحصل في سوريا وسيتدخل بكامل قوته عند الحاجة.