كل حكوماتنا على شاكلة العاصفة المجنونة نورما بل تبدو نورما أقلّ سرعة وبرقاً ورعداً وثلجاً ومطراً وأضراراً من أضغر حكومة مرّت على لبنان بلمحة بصر بعد أن تعدّت أضرارها كل الاحتمالات لذا نكّت اللبنانيون على عاصفة صغيرة مرّت أمس وأضرّت بزفت الانتخابات وبالالتزامات وما تعهده المتهعدون واحداً من واحد حتى تظنّ أن لبنان لكثرة الورش المفتوحة في شوارعه الكبيرة والصغيرة أنه اليابان أو إحدى دول العالم الأوّل فكل شيء مفتوح لآلات تعمل دون معرفة الجهات التي تفتح أجساد الطرُق ومن ثم تغلقها ومن ثم تفتحها ومن ثم تغلقها على مدار السنة وخاصة في مواسم مربكة للناس كمواسم المدارس والجدير ذكره أن البلديات المحلية طابت لها فكرة الورش المفتوحة فترى خنادق تلو خنادق في زواريب و أحياء ولا تعلم من يحفر ومن يردم واذا ما كانت لوزارة الماء و الكهرباء وهنا حدث ولا حرج عن الماء و الكهرباء وشحهما لسبب ودون سبب حتى أن هناك من يشتري مياه الخدمة في هذه الأيام التي جعلت المدن والقرى عائمة على برك أو أنهار من مياه أمطار نورما أمّا الكهرباء فلا داعي للحديث عنها فكل لبناني له قصة مع كهرباء تذهب كلما شتت وكلما صيفت والفواتير على أبواب الشهور .
اقرا ايضا : الأسد بُرُج الرئيس بري
تبدو نورما ملكة على رؤوس اللبنانيين غمرتهم بلطفها ودماستها وكرمها ودلالها وفاضت عليهم بنعم عجز عنها نواب ووزراء ورؤوساء بلديات ومسؤولين في أحزاب تخطب ليل نهار باسم الشعب وتمنحهم عطايا الرب في آخرة ميسورة لكل آوّاب على أبواب دور العبادة .
سننتظر أخت نورما غداً و بعد غد أخت أختها فهي بشائر خير على بلد جُففت مصادر الخير فيه وما عاد يصلح لشيء بعد أن افتقر أبناؤوه وباتوا تحت خط الفقر بأمتار في ظل نكوص سياسي وتهاو اجتماعي وسقوط اقتصادي وغياب وجه لبنان حتى ذلك الوجه المقنع بالديمقراطية وسيطرة عصا السلطة في اسكات مخيف ومرعب لدور لبنان في منطقة نهشتها أظافر الحروب نتيجة عسكرة السلطة وغياب الديمقراطية .
ما يضحك ويُبكي في آن اهتمام فريق كامل من كرة السلّة السورية بالوضع السوري دون اهتمامه بشيء مما يصيب اللبنانيين وتنهمك أسماء معروفة من جماعة الممانعة بدفع الدور السوري في لبنان الى الأمام ويتهيؤون لاستقبال الأسد في القمّة الاقتصادية بعد أن مهدوا لهذه الزيارة ولهذه الخطوة بكل ما أوتوا من قوّة مستفيدون من غياب قوى السيادة المغلوب على أمرها نتيجة وهن داخلي وموقف خارجي ينزع نحو عودة سورية الأسد الى ما تمّ عزله منه في الوسطين العربي و الاسلامي .
كل الخوف من ولادة حكومة أكثر عصفاً ورعداً على شعب يعطيهم فرص العصف به في كل مرحلة وفي كل استحقاق وهو المسؤول عن جلب من انتخب من نواب ينعمون بفيء السلطة ورغد الدولة في ظل انعدام مالي و حقوقي للمنتخبين الذين تناكبوا وزحفوا على ركابهم كيّ تصل الى الندوة البرلمانبة هذه الكتلة أو تلك من أحزاب طوائف لبنان العاصفة بالبلاد و العباد أكثر مما عصفت به نورما و أخواتها .