وينقسم مسؤولو البيت الأبيض بشأن صواب قرار الانسحاب من سوريا، فيما يواصل العسكريون والدبلوماسيون “سياسة الترقيع″ في المنطقة لإيجاد مخرج.
وتضيف المصادر أن “الحكومة العراقية تتعرض لضغط إيراني هائل، يستهدف دفعها إلى رفض خطط الانتشار الطارئة التي تطبقها الولايات المتحدة في العراق، المرتبطة أساسا بقرار الانسحاب الأميركي من سوريا”.
وتأتي هذه الزيارة بعد حوالي أسبوعين على زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العراق لتفقد قوات بلاده من غير أن يلتقي أي مسؤولين عراقيين ما أثار انتقادات واسعة خاصة من حلفاء إيران الذين قالوا إنها تنتهك سيادة العراق، وطالبوا بأن تغادر القوات الأميركية البلاد.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن بومبيو أكد في لقائه مع عبدالمهدي “على التزام الولايات المتحدة بدعم سيادة العراق”، وكذلك “الدعم الأميركي لاستقلال العراق في مجال الطاقة” في إشارة إلى اعتماد بغداد على الغاز الإيراني في توليد الكهرباء بشكل كبير.
ورد الرئيس العراقي برهم صالح على سؤال من أحد الصحافيين عما إذا كان يريد إبقاء قوات أميركية في البلاد قائلا “إن العراق سيحتاج للدعم الأميركي”، وعبر عن امتنانه لواشنطن على دعمها على مرّ السنين.
وتحت ضغوط إيران وحلفائها، اضطر رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، الثلاثاء، إلى تكذيب معلومات تشير إلى أن الولايات المتحدة “ستؤسس قواعد جديدة في العراق من أجل جنودها المنسحبين من سوريا”.
وقال عبدالمهدي، خلال إيجازه الصحافي الأسبوعي، “ليست هناك أي معلومات وصلتني حول رغبة الولايات المتحدة الأميركية بتأسيس قواعد جديدة في العراق”. وزاد أن “الأمر على العكس تماما.. عدد الجنود الأجانب بمن فيهم الأميركيون ينخفض يوما بعد يوم”.
لكن وقائع على الأرض تناقض ما ذهب إليه رئيس الوزراء العراقي، إذ يؤكد جنرالات في الجيش العراقي أن جنودا أميركيين قادمين من سوريا استقروا في قواعد عسكرية داخل الأراضي العراقية، ولا سيما في الأنبار وصلاح الدين وأربيل، فيما توجّه آخرون نحو الكويت.
ورصدت كاميرات صحافيين معدات عسكرية ثقيلة نقلها الأميركيون من شرق سوريا إلى غرب العراق.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الولايات المتحدة تواجه صعوبات في الانسحاب من سوريا، موضحا أن بلاده تبحث في الوقت الراهن كيفية تنسيق عملية انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.
وبيّن أن التنسيق بشأن انسحاب القوات الأميركية من سوريا جرى تناوله خلال زيارة مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون، ورئيس الأركان الأميركي جوزيف دانفورد، والمبعوث الأميركي الخاص إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” جيمس جيفري، إلى أنقرة.
وأكّد جاويش أوغلو أن هناك مساعي من قبل بعض الدول لدفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرار الانسحاب.
وتؤكد المصادر العراقية أن “الولايات المتحدة ماضية في خططها بتوسيع انتشارها العسكري في العراق”، بالرغم من بعض الاعتراضات العراقية والضغوط الإيرانية.
ووفقا لمصادر سياسية تحدثت مع “العرب” في بغداد، فإن “مناقشات فالح الفياض، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي إلى الرئيس السوري بشار الأسد، تضمنت مناقشة خيار إشراك ميليشيا الحشد الشعبي في عملية تأمين الحدود العراقية السورية.