"نورما" العاصفة التي دخلت ذاكرة اللبنانيين وتاريخهم، ودخلت ذاكرة لبنان كله كواحدة من أبرز العواصف الطبيعية التي كشفت وعرّت الدولة بأركانها ومسؤوليها ومؤسساتها وأحزابها دون استثناء، فتحولت إلى فضيحة، بل فضائح بالجملة على كافة الأراضي اللبنانية.
كشفت هذه العاصفة الفضيحة زيف الشعارات، وأعلى مستويات النفاق السياسي والإنمائي والإجتماعي، كشفت بالصوت والصورة دجل الشعارات ونفاقها من نحمي ونبني أو "نهين" إلى خرزة المستقبل الزرقاء أو الخرقاء إلى لبنان القوي والعهد القوي، هذه الشعارات المملة والفارغة والكاذبة التي حاولت وتحاول السيطرة على عقول اللبنانيين فتخدعهم وتضللهم بل وتهينهم في اقتصادهم ومعيشتهم ومقدراتهم، وقد اكتشف اللبنانيون على امتداد الأراضي اللبنانية وبمختلف طوائفهم وانتماءاتهم الإنهيار الكبير في بناهم التحية التي كان من المفترض أن تحميهم من عاصفة ربما تكون عادية جداً لكن الذي حصل أن كل الإدعاءات بالبناء والإعمار والترميم كانت كاذبة ومضللة، وكانت في حقيقتها سرقة موصوفة وهي اليوم بعد أن شارفت العاصفة على نهايتها سرقة موثوقة بالصوت والصورة والمشاهد الحية.
لعل اللبنانيون اليوم وبعد نفض آثار هذه العاصفة يكتشفون أنهم أمام فضيحة من العيار الثقيل، فضيحة بكل معنى الكلمة أبطالها زعماؤهم وأحزابهم وسياسييهم وأسيادهم، لعلهم يدركون اليوم أن مقولة العهد القوي مجرد كذبة، ومقولة لبنان القوي كذبة أكبر، ومقولة نحمي ونبني مجرد شعار إنتخابي لم يقدم سوى المزيد وآخر ما قدمه النفايات السامة في بعلبك.
إقرأ أيضًا: بعلبك بين سموم الأحزاب وسموم النفايات!
اللبنانيون سيكتشفون أنهم لا شيء في ميزان المصالح السياسية والحزبية وفي ميزان المشاريع المادية التي يلهث وراءها هؤلاء المتسلطون على مقدرات هذا الوطن.
لعلّ اللبنانيون يكتشفون اليوم أن الولاء للزعيم والحزب والتيار لم ينفعهم في شيء ولم يخفّف عنهم المأساة والتداعيات لما حصل ولما يمكن أن يحصل لأنهم مكشوفون اقتصادياً وإنمائياً وصحياً ومعيشياً فلا شيء في لبنان يضمن الحياة الكريمة.
إذاً، أيقن اللبنانيون جميعاً أن ما حصل فضيحة وهذا ما انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعي فإنهم أمام مسؤولية وطنية وإنسانية وأخلاقية لإنقاذ وطنهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم وهم مدعوون لترجمة كل هذه الإدانات على التواصل الإجتماعي إلى مواقف حقيقية أكثر جرأة ومسؤولية.
لبنان أمام تهديد حقيقي لكل مقدراته مع استمرار هذه الطبقة الحاكمة التي تسمى زوراً بالعهد القوي ولذا على كل لبناني أن يكون على قدر المسؤولية في الدفاع عن هذا الوطن في مختلف المجالات.