سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين 7 كانون الثاني 2019، إلى تبديد المخاوف من انسحاب سريع لجنوده من سوريا بإعلانه أنّ قواته ستغادر هذا البلد «بطريقة حذرة»، مشدّداً على أنّ المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية لم تنتهِ بعد. جاء تصريح ترامب بعد يوم من إعلان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون شروطاً جديدة للانسحاب ربما تؤجله لشهور.تعرّض ترامب إلى ضغوط قوية داخل بلاده وفي عواصم الدول الحليفة له بعد تصريحاته السابقة التي أشار فيها إلى أنه يعتبر أن تنظيم الدولة الإسلامية قد تم القضاء عليه، وأنه يرغب في خروج القوات الأمريكية من سوريا فوراً، وهو ما دفع وزير دفاعه جيم ماتيس للاستقالة. ويبدو أن هذا ما دفع ترامب لتطمين العالم، بالقول: «سنغادر (سوريا) بوتيرة ملائمة، على أن نواصل في الوقت نفسه قتال تنظيم الدولة الإسلامية، والتصرّف بحذر والقيام بما هو ضروري بالنسبة لباقي الأمور». وفي الأيام الأخيرة، حاول مسؤولون في إدارة ترامب التركيز على بطء عملية الانسحاب: إذ قالوا بوضوح إنها لن تتم على وجه السرعة. كما قال ترامب الأسبوع الماضي إن الانسحاب سيكون بطيئاً «وسيستغرق وقتاً». وقالت مرسيدس شلاب المتحدثة باسم البيت الأبيض، لقناة فوكس نيوز التلفزيونية يوم الإثنين: «لم يغير الرئيس موقفه، إذ إنه ذكر أن هدفه الأساسي هو ضمان سلامة قواتنا وسلامة حلفائنا أيضاً». وأضافت: «ولذلك سوف تقدم وزارة الدفاع خطة عمليات لسحب قواتنا بسلام». وتابعت قائلة: «سحب القوات يستغرق وقتاً؛ لأننا نريد ضمان الأمان لقواتنا خلال هذه العملية». وقال البيت الأبيض إن ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا التزام البلدين بتدمير تنظيم الدولة الإسلامية و «خطط انسحاب قوية ومدروسة ومنسقة للقوات الأمريكية من سوريا» خلال مكالمة هاتفية يوم الإثنين.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لمحطة (سي.إن.بي.سي) التلفزيونية يوم الإثنين، إن الانسحاب من سوريا «تغيير للخطط» لكنه أكد التزام الولايات المتحدة بهزيمة الدولة الإسلامية ومواجهة نفوذ إيران في المنطقة. ومنيت الدولة الإسلامية بهزائم في مناطق شاسعة كانت يوماً تحت سيطرتها في سوريا، لكن إعلان الرئيس الأمريكي المفاجئ بسحب القوات من سوريا ترك المجال مفتوحاً أمام الكثير من التساؤلات، خاصة ما إذا كان المقاتلون الأكراد الذين ينشطون في شمال سوريا بدعم من القوات الأمريكية سيصبحون الآن مستهدفين من تركيا التي تناصبهم العداء منذ فترة طويلة. كما يشعر الحلفاء بالقلق من أن الانسحاب قد يترك للولايات المتحدة خيارات قليلة للحيلولة دون عودة ظهور الدولة الإسلامية. ورداً على سؤال عما إذا كان يمكن الوثوق بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن يهاجم حلفاء الولايات المتحدة من الأكراد في سوريا، قال بومبيو: «أردوغان تعهد للرئيس ترامب» بحماية أولئك الذين حاربوا مع القوات الأمريكية ضد الدولة الإسلامية. وقال بومبيو إن بولتون سيزور تركيا هذا الأسبوع «لإجراء محادثات مع الأتراك بشأن تحقيق ذلك في ضوء الانسحاب الأمريكي«. وقال أردوغان في مقال بصحيفة نيويورك تايمز يوم الإثنين، إن التخطيط للانسحاب الأمريكي من سوريا يجب أن يتم بعناية ومع الشركاء المناسبين، وإن تركيا هي البلد الوحيد الذي يملك «القوة والالتزام لأداء هذه المهمة».