تسللت قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلى الأراضي الأفغانية بعد تدمير كيانهم في العراق وسوريا وإعلانهم عن وجودهم في أفغانستان عبر مجموعة من العمليات الإنتحارية التي لم يسلم منها احتفال علماء الدين الأفغان بمناسبة المولد النبوي الشريف. دقّ جرس الإنذار للجميع بمن فيها الولايات المتحدة التي لا زالت تحتفظ بقواعدها العسكرية في أفغانستان وإيران التي تشعر بقلق شديد ازاء صعود داعش على حدودها الشرقية وكذلك دول الخليج إضافة إلى الحكومة الأفغانية التي لم تتمكن حتى الآن من بسط سيطرتها على كامل أراضيها بفعل تواجد حركة طالبان التي تسيطر على ربع الأراضي في أفغانستان.
وبالرغم من أن تلك الحركة احتلت مناطق واسعة للبلد وشنّت حرباً أهلية ضد الحكومة إلا أنها تختلف عن داعش التي تحولت إلى منافس لها وفي الوقت نفسه إلى عدو.
إن حركة طالبان ليست تكفيرية وحشية كما هي داعش ويمكن التفاوض معها خلافاً لداعش.
إقرأ أيضَا: شمخاني يتهم ترامب بالكذب
وتفادياً لأخطار صعود داعش وتغلبها على طالبان في أفغانستان تتسابق كل من إيران والولايات المتحدة مع حلفاءها لفتح قناة للتفاوض معها.
بدأت حملة السباق للتفاوض مع طالبان في موسكو العاصمة الروسية حيث شاركت في ذاك الاجتماع ممثلون لحركة طالبان، ثم جلس الأمريكان والسعوديون والإماراتيون معهم على طاولة الحوار في أبوظبي.
ولكن زيارة شمخاني المفاجئة لكابول الأسبوع الماضي كانت تحمل أكثر من دلالة ورسالة، حيث أعلنت إيران خلالها عن تواصلها مع حركة طالبان وإرادتها لأداء دور رئيسي في مفاوضات السلام بين طالبان والحكومة. ووضع شمخاني المسؤولين الأفغان في تفاصيل المفاوضات بين إيران وطالبان.
وأكد الناطق الرسمي لحركة طالبان ذبيح الله مجاهد على استمرار التواصل مع إيران وأعقب تلك التصريحات زيارة وفد لطالبان للعاصمة الإيرانية وقبل عقد لقاء ممثلي طالبان مع المفاوضين الأمريكيين المزمع عقده في الأربعاء والخميس المقبلين، أعلنت إيران عن استعداد حركة طالبان لتسليم السلاح.
إقرأ أيضًا: بومبيو وظريف يُعيّدان بعضهما البعض
وما يجمع إيران وطالبان أولاً هي مصالحهما المشتركة أمام الولايات المتحدة التي تمثل أكبر عدو لكل منهما.
ويتصدر انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان لائحة مطالب حركة طالبان وهذا يجعل إيران تقف بجانب طالبان وتدعم عملية السلام بينها وبين الحكومة.
إن حركة طالبان تتجه في الوقت الراهن إلى أن تتحوّل الى حزب سياسي وتستعد لتسليم سلاحها بعد انسحاب القوات الأمريكية وإطلاق سراح معتقليها وشطب اسمها من لائحة المنظمات الإرهابية.
هل يقبل ترامب بسحب قواته من أفغانستان التي ستستغني عن القوات الأجنبية بحال اندماج طالبان في المجتمع السياسي؟
أما إيران فإنها تستخدم طالبان كورقة للضغط على أمريكا لدفعها على الإنسحاب من أفغانستان.