قال الرئيس نبيه بري كلمته ولم يمشِ، بقي واقفاً أو جالساً مكانه حيث هو في صدارة السلطة وفي قائمة القوى الصديقة أو المتعاونة أو المتآخية مع نظام الأسد والتي تمثل فريقاً أو جبهة قوية متسلحة بسلاحين قاهرين هما قوّة السلاح وقوّة الشارع مقابل فراغ لا يحتل شيئًا في الساحة اللبنانية سوى الانتظار على أبواب الدول التي يتعاونون معها لمعرفة مآلات الأمور بعد أن ذاق فريق لبناني مرارات وغصّات كثيرة نتيجة وعود كاذبة لم تفض الى شيئ على الاطلاق لا في لبنان ولا في حروب المنطقة ولا في ما يتعلق بحالة النظام في سورية.
ارتفعت وتيرة الرئيس بري السورية بعد وضوح الرؤية ببقاء نظام الأسد المتحصن بحصنين روسي وايراني وبعد عودة عرب اسقاط نظام بشار الأسد الى دمشق دون حياء من الدماء السورية وقال الرئيس بري انه لن يحضر أي برلمان عربي لا يحضره النظام السوري وأن الدعوة الى النظام ستوجه لحضور قمّة العرب الاقتصادية في بيروت ما دام العرب رجعوا دون موافقة من الجامعة العربية أو استمهال موقف مجلس التعاون الخليجي وهو لا يرى أن السعودية تمانع مثل هذا الأمر.
إقرأ أيضًا: الأسد في بيروت وسقوط الحريري بالضربة القاضية
عاد الرئيس الى سورنة الموقف اللبناني بعد اعتراف العرب ببقاء النظام وتراجعهم عن مواقفهم السالفة وهذا ما دفع ببري الى استدراك قدوم السورنة السياسية الى لبنان وفتح الباب بمفتاحه الخاص حتى لا تفتح عليه نيران النظام السوري رغم انها ستكون برداً وسلاماً عليه طالما ان خراطيم النظام روسية وايرانية وما عادت سورية لانتفاء فعاليتها وانتهاء دورها بعد أن أصبحت سورية أضعف نظام عربي ومحكوم مباشرة من قبل الروس والايرانيين ولا حول ولا قوّة لا لرئيس ولا لأي مسؤول سوري بعد هدم حائط السيادة وانتفاء دور النظام في المحافظة على وجوده الذي كان في خبر كان لولا الروس والايرانيين وتراجع الموقف التركي وخذل أميركا للمعارضات السورية.
إقرأ أيضًا: الحكومة بين وعد نصرالله وعهد عون
في المقابل لم يبدِ أي مسؤول لبناني من معارضي النظام السوري أيّ موقف يذكر من دعوة الأسد الى القمّة الاقتصادية من قبل أن تتم أو اذا ما تمت وقرر الأسد التواجد في بيروت بين حشدين لبنانيين واحد مهلل كأنه يوم من أيام فتح القسطنطينية وآخر مندد كأنه يوم من أيام النكبة ومن الطبيعي أن يتم الايعاز بالعصا ذاتها الى السوريين الموجودين في لبنان للهوبرة له كيّ يكون للعالم فرجة شعبية تؤكد شرعية قائد الى الأبد.
هذا الامتحان الصعب أو السهل للبنان لن يمر مروراً آمناً وسيعكس غضباً صارخاً خاصة اذا ما قرر المؤيدون والمعارضون القرفصة في الشوراع لاستقبال الأسد كل على طريقته وهذا مدخل من مداخل الفتنة التي حرص الجميع على منعها أو لجمها حبّاً بالسلطة التي تحتاج الى أدوار الجميع فيها كيّ تبقى ممثلة للتركيبة الطائفية في لبنان وللأقوياء فيها كما هي رؤية التيّار الوطني الحرّ الذي يغالب نفسه لكسب سلطة بمجانية الدعوة الى الاستقواء على غيره من المسيحيين.