بين النعمة والنقمة حلّت «نورما» ضيفاً كان يفترض ان يكون عزيزاً، لكنه جاء ثقيلاً على البقاعيين، ففي حين استبشر أهالي المنطقة بالخيرات التي تحملها والتي غَطّت الجبال بسماكة ثلوج فاقت النصف متر، وهو ما يبشّر بانفراج أزمة المياه التي تعانيها معظم بلدات البقاع وقراه، أثقلت العاصفة كاهل المواطنين في ظل الوضع الإقتصادي الصعب الذي يعانون منه، حيث تهافت المواطنون منذ أمس على شراء مادة المازوت كلٌ بحسب قدرته التي تصل في معظم الأوقات إلى بعض الليترات، كذلك عمد الأهالي إلى شراء المواد الغذائية الضرورية قبل أن تقفل المحال والأفران أبوابها.
منذ الصباح تولّت جرافات البلديات فتح الطرقات في قرى المنطقة، فيما عملت جرافات وزارة الأشغال العامة على جرف الثلوج ما بين بلدات شليفا، دار الواسعة، وصولاً إلى بلدة اليمونة التي عزلتها الثلوج. كما فتحت الجرافات الطريق بين بلدتي دير الأحمر وعيناتا.
كذلك عملت جرافات وزارة الأشغال على فتح طرق الخضر، الخريبة، حام، معربون، في حين ما زالت عدة أحياء في بعلبك وبعض قرى المنطقة تعاني انقطاع التيار الكهربائي منذ ليل أمس، نتيجة العاصفة الثلجية، فيما تعمل فرق الصيانة على إصلاح الأعطال.
وكانت سماكة الثلوج قد وصلت داخل مدينة بعلبك إلى 25 سنتم وسط تدنّي درجات الحرارة، في حين عملت جرّافات بلدية بعلبك إلى فتح الطرقات الرئيسية والداخلية في المدينة، كذلك تحوّلت الطرقات والساحات العامة الى مستنقعات نتيجة منسوب المياه فيها، ما أدى إلى انزلاق عدد من السيارات، وبعض حوادث السير.
أهالي بعلبك لم ينتظروا البلدية ووزارة الأشغال لفتح الطرقات، حيث عمدوا منذ الصباح الباكر إلى ممارسة هواية القيادة في الثلوج التي لم تزر المدينة بهذ الحجم منذ 4 سنوات. كذلك شهدت قلعة بعلبك حركة زوار للتمتع بمشهدية الثلوج فوق أعمدتها وممارسة هواية التصوير، وتستعد المنطقة إلى الأيام القادمة التي تُنذر باشتداد العاصفة وتدنّي مستوى تساقط الثلوج.
أمّا حال النازحين السوريين في البقاع فهو مأساوي، فقد أتت العاصفة الثلجية لتزيد من معاناتهم، فالثلوج غمرت المخيمات وخصوصاً في بلدة عرسال التي ترتفع عن سطح البحر حوالى 1300 م والتي تضم 7 مخيمات إضافة إلى الكاراجات والمنازل، ونتيجة الرياح والثلوج القوية إنهار عدد من الخيم المصنوعة من الخيش والبلاستيك، وغمرت الثلوج البعض الآخر، وقد تسببت الثلوج بقطع الطرقات المؤدية إلى داخل البلدة لجَلب مادة المازوت والخبز، إضافة الى تعرّض الأطفال وخصوصاً الرضّع داخل المخيمات إلى حالات برد. أمّا حال مخيمات بعلبك وسواها فليس بأفضل من عرسال، حيث دخلت المياه إلى داخل الخيَم وخصوصاً التي تقع جنب الطرقات العامة وفي مستوى أدنى منها.