اجماعٌ عام على أنّ البلد مُعطّل طوال سبعة أشهر ونيّف، الأزمة الاقتصادية داهمة، التّحذيرات والإنذارات من كلّ حدبٍ وصوب بانهيارٍ ماليّ قادم، الاستغاثات لا تتوقّف، لعلّ أبرزها المناشدات المتكررة لغبطة البطريرك بوجوب تأليف الحكومة، ومع ذلك ما زلنا نُراوح مكاننا، لماذا يا ترى؟!
إقرأ أيضًا: من عين التينة إلى بكركي .. حكومة المحاصصة على الأبواب
لعلّ الجواب الحاسم يُختصر بالمكابرة والإنكار بوجود راعٍ واحد للبلد، مُستبد في شؤونه من أولها لآخرها، من أحقرها لأشرفها، من أصغرها لأعظمها، وأنّه آن الأوان لكم، يا من ارتضيتم التّسوية الرئاسية ونتائجها المأساويّة، أن تُذعنوا لما اقترفته أياديكم، فالتّسوية خلعت اليوم رداء الشرف والمسؤولية الذي دثّرتموها به، وها هي تقف اليوم بلا غلالة حياءٍ وزيف، على الحريري أن يُذعن ويسير على خُطى القوات، فيرضى بما قُسم له، ويوافق على ما ارتضاه وليّ الأمر في الضاحية، فكما كانت التسوية الرئاسية دواءً مُرّاً وتجرعتموه ، فلماذا لا تُزيّن الحكومة بوزير من اللقاء التشاوري المُعظّم؟ طالما رضيتم بتمثيله، وما الجدوى من تسمية ممثل من خارج التّكتُّل كالسيد جواد عدرا مثلاً، ومن ثمّ التنازع على "هويّته: هل هو من حُصّة رئيس الجمهورية، أم من حصّة الرئيس بري، أم من حصّة اللقاء الذي زكّاه، أم هو تابع لحزب الله؟ ويبقى سؤالٌ مهم: هل هو فعلاً من أهل السُّنّة والجماعة؟ أم هو طارئٌ عليهم، أم يتوجّب عليه هو الآخر أن يقصد دار الفتوى لتلاوة الشهادتين، فلربما كان قد قصد الضاحية وتلا الشهادات الثلاث.
إقرأ أيضًا: إذا قيل للدكتاتوريّين وأصحاب العمائم لا تُفسدوا، قالوا بل نحن مُصلحون
بالله عليكم..ألّفوا حكومة وفق منطوق التسوية الرئاسيّة "المباركة"، ولا تخرجوا على طاعة وليّ أمركم، فتُيسّروا أموركم وتنالون الأجر والثواب على حُسن الطاعة وتصديق قول الله تعالى: (وأطيعوا الله والرسول، وأولي الأمر منكم)، ولرُبّ ضارّةٍ نافعة.