8 أشهر مرت على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، لكنه ما زال يواجه تعقيدات متواصلة تتعلق بمطالب رؤساء الأحزاب والشروط التعجيزية التي يضعها زعماء الكتل، وسط دعوات متصاعدة تدعو إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لإنهاء الإنسداد السياسي خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية.
في هذا السياق أشارت صحيفة "العرب اللندنية"، إلى أن العقدة الحكومية تنحصر حاليًا في إصرار "حزب الله" على تمثيل حلفائه من النواب السُنة الستة، وذلك لضرب احتكار تمثيل "تيار المستقبل" للطائفة السنية في الحكومة من جهة، وأيضًا للحيلولة دون امتلاك "التيار الوطني الحر" الثلث المعطل من جهة ثانية.
مقابل ذلك، ترى قيادات روحية أنه أمام الإستعصاء القائم في إنجاز حكومة وحدة وطنية قد يكون تشكيل حكومة مصغرة مؤلفة من تكنوقراط الخيار الأمثل خاصة وأنه لم يعد بإمكان اللبنانيين الإنتظار أكثر لجهة الشلل الإقتصادي الذي يُخشى تحوله إلى شلل مزمن، وإمكانية كبيرة لإنهيار منجزات "مؤتمر سيدر" الذي عقد في أبريل في باريس لإنعاش اقتصاد لبنان.
من جهته، يرى "حزب الله" أن مشاركته في الحكومة مسألة وجودية لأنها تمنحه غطاء سياسيًا قويًا في ظل الضغوط الإقليمية والأميركية على وجه الخصوص التي يتوقع أن تزداد وطأتها في الفترة المقبلة، في ظل إصرار من إدارة الرئيس دونالد ترامب على التصدي لإيران وأذرعها.
وبدورها، تعتبر مصادر مقربة من "حزب الله" نقلًا عن "اللندنية" أن الدعوات إلى تشكيل حكومة مستقلة هي مؤامرة خارجية تستهدف عزل الحزب سياسيًا، وأن الأخير لن يقبل تمريرها.
وفي المقابل، يرى مراقبون أن "التيار الوطني الحر" قد لا يوافق أيضًا على تشكيل حكومة مستقلة، رغم اشتباكه الحاصل مع حزب الله، واهتزاز الثقة بينهما، ويشير المراقبون إلى أن الوزير جبران باسيل يعتبر أن من صالحه حكومة يكون أحد أقطابها، لتعزيز موقع التيار ورئاسة الجمهورية سياسيًا، فضلًا عن كون باسيل يرنو إلى حكومة وحدة تمهد له الطريق لخلافة الرئيس عون في قصر بعبدا.