الصحف والمجلات الفرنسية اليوم تتساءل عن مستقبل السترات الصفراء في ظل تنامي العنف في احتجاجاتها.وفي القضايا العربية نتوقف عند حوار مع يونس أبو أيوب المستشار الاممي السابق بشأن اليمن الذي يرى ان الرياض حوّلت الازمة اليمينة الى صراع إقليمي.
"السترات الصفراء نقطة القطيعة": عنونت صحيفة "لوباريزيان"، متوقفة عند يوم التعبئة الثامن أمس السبت في باريس وعدد من المدن الفرنسية الأخرى...تحرك احتجاجي ضم 50 ألف متظاهر ما يعني براي الصحيفة ان غضب أصحاب السترات لم يهدأ رغم تراجع حجم الاحتجاجات الذي سُجل في فترة في فترة عيديْ الميلاد والسنة الجديدة. وقد رافقت تعبئة أمس موجة من العنف تمثلت في مواجهات مع قوات الامن، كما تم اقتحام باحة مقر رئاسة الوزراء واجلاء المتحدث باسم الحكومة بنجامين غريفو.
الصحيفة رات في افتتاحيتها ان تعبئة السترات الصفراء أمس برهنت على ان الحركة أصبحت سياسية حيث افسحت مطالب تحسين القدرة الشرائية، المجال الى معارضة راديكالية للنظام القائم في فرنسا.
وحذرت اليومية الفرنسية من ان اعتماد العنف والتمرد لا محل له في بلد ديمقراطي، مشيرة الى انه حان الأوان لتدخل السترات الصفراء في حوار سياسي، وتشارك في الانتخابات الأوروبية في شهر مايو ضمن قائمة تناسبية تسمح بقياس تطلعات الفرنسيين.
في مجلة "لوبس" دانييل كوهين يتوقف عند خصوصيات حركة السترات الصفراء.
كاتب الافتتاحية في المجلة الذي هو أيضا مدير قسم الاقتصاد في المدرسة الوطنية العليا، قال ان الامر يتطلب الامعان في دراسة خصوصيات السترات الصفراء بعيدا عن ضغط الاخبار الآنية.
هذه الحركة التي ولُدت من احتجاج ضد الزيادة في الضريبة على المحروقات، تحولت الى استياء شامل ضد غلاء المعيشة-يضيف الكاتب-وعكست شرخا اجتماعيا وخللا في الحياة السياسية في فرنسا.
واستند دانييل كوهين على استطلاع لصحيفة "لوجونال دي ديمانش" الأسبوعية يُقدّر بان حركة السترات الصفراء يمكن ان تحصد 12 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الأوروبية. وان 23 بالمئة من مجموع العمال والموظفين قد يصوتون لقائمتها. ما يجعلها اول حزب يمثل هذه الشريحة.
واعتبر دانييل كوهين في "لوبس" ان التصويت لصالح السترات الصُفر سيستند على خاصيتيْن مرتبطتين ارتباطا وثيقا، وهما الموقع الاجتماعي والموقع الجغرافي، في إشارة الى ان معظم المحتجين هم من العمال والموظفين الصغار وينحدرون أساسا من مناطق تعاني من ازمة اقتصادية ما يعكس ثورة " جزء من فرنسا التي تفتقد الى فرص العمل وتعاني من ارتفاع البطالة، وحيث يتراجع دعم الدولة للمداس والمستشفيات والخدمات العامة عموما. ولهذا تشبه ثورة هؤلاء، التمرد على دفع الضرائب في ظل تراجع خدمات الدولة.
يونس أبو أيوب المستشار الاممي السابق بشأن اليمن يرى ان الرياض حوّلت الازمة اليمينة الى صراع إقليمي.
في حوار أجرته معه صحيفة "لوموند" قال هذا المفاوض السابق الذي عمل مستشارا سياسيا رئيسيا لدى موفديْ الأمم المتحدة الى اليمن ما بين 2014 و2016، ان المملكة العربية السعودية بمواصلة مساندتها لحرب قاتلة ومدمرة في اليمن، انما عززت بتدخلها-على العكس-المتمردين الحوثيين ونفوذ منافستها في هذا البلد، إيران.
وربط المستشار الاممي الرفيع السابق في اليمن-كما ورد في الحوار الذي أجرته معه صحيفة "لومند"-ربط تأخر التوصل الى حل في اليمن الى تدخل السعودية في الحرب منذ وصول الملك سلمان في يناير 2015 وصعود نفوذ ابنه محمد بن سلمان الذي تولى منصب وزير الدفاع، الذي فرض نفسه في المقام الأول لخلافة والده كولي للعهد، وسعي الرياض الى معارضة صعود منافستها بالقوة. وحوّل تدخلها في اليمن-براي المفاوض الامي السابق-من ازمة يمنية الى صراع إقليمي يُعرقل التوصل الى انهاء النزاع.