بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن «الولايات المتحدة تحارب إيران اقتصاديا وإسرائيل تحاربها عسكريا»، اتصل أمس الجمعة، هاتفيا، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتباحث معه في «المستجدات على الساحة السورية، في أعقاب إعلان الولايات المتحدة نيتها سحب قواتها من سوريا»، واتفق معه على «تعزيز التنسيق بينهما على أعلى مستويات الأمن والدبلوماسية.
وأكد الناطق باسم مكتب بوتين على إجراء هذه المكالمة مع الحرص على التأكيد بأن الاتصال الهاتفي، أجري بناءً على طلب من الجانب الإسرائيلي. وقال البيان الروسي إن «الجانبين ناقشا خلال الاتصال الهاتفي الوضع في سوريا، مع الأخذ في الاعتبار نية الولايات المتحدة سحب القوات من البلاد. وقد شدد النقاش على الحاجة إلى الهزيمة النهائية للإرهاب والتقدم السريع في التسوية السياسية في سوريا».
وكان نتنياهو قد عاد لتكرار تهديداته لإيران، فقال أمس الخميس، إن «إسرائيل تعمل ضد إيران في سوريا عسكريا، في حين أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تعمل ضد إيران في المسار الاقتصادي». وأضاف نتنياهو، في كلمة ألقاها في جامعة بار إيلان: «نحن نعمل بحزم ضد كل من يسعى إلى تعريضنا للخطر. هذا ما يحدث حاليا في سوريا ضد المحاولات الإيرانية للتموضع عسكريا هناك. وهذا مكا نفعله مع حزب الله الذي نجرده من سلاح الأنفاق الإرهابية التي أعدها من أجل مهاجمتنا».
وتابع نتنياهو: «حزب الله أعد حيلة، وبحيلة من جانبنا حطمنا سلاحه المفاجئ الرئيسي الذي خطط لاستخدامه في بداية الحرب. كما نجرد حماس من سلاح الأنفاق في قطاع غزة. لكن أكبر تهديد يواجهنا من طرف إيران هو التهديد المتمثل بالأسلحة النووية والتي تسعى طهران لامتلاكها وتصرح بأنه يجب تدميرنا ومحونا عن وجه الأرض».
وفي خطاب بدا موجها أيضا للناخبين الإسرائيليين، قال نتنياهو: «أنا عارضت بشدة الاتفاق النووي الذي وُقّع مع إيران. لقد رأيت فيه تمهيدا يفتح الطريق أمام إيران لامتلاك ترسانة من الأسلحة النووية، ليس قنبلة واحدة فحسب بل مئات القنابل. بالمقابل ضخ هذا الاتفاق أموالا طائلة إلى خزينة النظام الإيراني وحولها على الفور لتمويل عدوانه في المنطقة. وقد وقفت ضد الاتفاق بكل قوتي، واضطررت في بعض الأحيان إلى مكافحة جميع زعماء العالم ضد ما اعتبرته خطرا وجوديا لا بد من محاربته بشكل استباقي. وأصررت على إعادة تفعيل العقوبات ضد إيران، وفعلا اتخذ الرئيس ترمب القرار الشجاع باستئنافها. والرئيس ترمب يعمل ضد إيران في المسار الاقتصادي ونحن في إسرائيل نعمل ضد إيران في المسار العسكري».
يذكر أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، غادر واشنطن، أمس، متوجها إلى كل من إسرائيل وتركيا، يرافقه المبعوث الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، ورئيس الأركان جوزيف دانفورد، بهدف التنسيق بشأن انسحاب قوات بلاده من الأراضي السورية. وقالت مصادر في تل أبيب إن هذه الزيارة ذات أهمية كبرى ويمكن أن يتم خلالها التداول حول وقف التدهور في العلاقات التركية الإسرائيلية أيضا.