من حديقة عين التينة الغنّاء يطلع علينا وئام وهاب بالبُشرى: إن هي إلاّ أيام ويحظى اللبنانيون بحكومة العزّ والفخار، وهو بذلك يتقاطع مع تغريدة الوزير جبران باسيل من نافذته في "اللقلوق" قبل أيام، وسط بياض الشمس و"زراق" السماء وصفار الشمس، وبعد النّشوة بالشموخ والثبات والقوّة (وتأمين حصّة التيار والرئيس طبعاً) ستكون عندنا حكومة رغم أنف الحُسّاد والمُشكّكين.
ومن منصّة الاحتفال ليلة رأس السّنة، يخرج رئيس الحكومة المكلّف (بعد أخذ صورة السيلفي)، ليعدنا بحكومة وخلال أيامٍ معدودات.
إقرأ أيضًا: أحمد فؤاد نجم والرئيسان عبدالناصر والسادات والوزير باسيل
إذن هي أيام، أو ساعات، سيمُنُّ علينا الوزير باسيل بحكومة بعد أن قصد بكركي لأخذ البركة، وبعد أن أشاد غبطة البطريرك بمواجهته الصعاب، وبعد وصول وفد حزب الله إلى بكركي لأخذ البركة أيضاً، فما خلافات الطبقة السياسية التي تُطبق على رقابنا سوى خلافاتٍ ظرفيّة، فهم وكالعادة، يتصارعون لتحسين مواقع نفوذهم، أو جني المزيد من المغانم والثروات، كي تُوزّع على الأهل والأصحاب وأبناء العشيرة والطائفة، وسيندم اللبنانيون على الحبر الذي سال طوال ثمانية أشهر سُدىً، وعلى المجادلات والمماحكات والصراعات التي خاضوها طوال تلك الفترة بلا نتيجة تُرتجى، ثمانية أشهر عجاف، قبل أن تهلّ سنوات "سيدر" السمان، ويتربّع على رقاب العباد، رئيس حكومة بات مشكوكاً في نزاهته، وعهد أغرقه الصهر العزيز في الفساد والمحاصصات والتّهالُك على المناصب التي تبيض ذهباً، ووزراء يُنفّذون تعليمات الأستاذ والسيد والبيك والشيخ ووليّ العهد، والله وليُّ التوفيق.