بالوقت الذي تنهض فيه شعوب المنطقة، وتثور على النظم القابضة على صدورها منذ عقود، وتقدم الأرواح والجرحى وتدك في السجون والمعتقلات لتحقيق اهدافها النبيلة والمحقة، في هذا الوقت يستفيق الاتحاد العمالي العام فجأة ويعلن الاضراب العام بوجه لا احد ولا يستهدف احد!!!
هذا الاتحاد النائم في أحضان بعض رجالات السلطة، والمسروق من أحضان العمال والفقراء لا يعنيه كل هذا الدرك الذي وصلت اليه البلاد والعباد، إنما يتحرك ويقوم بأمر سياسي محض، في لحظة انسداد أفق واشتباك بين أركان السلطة تمنع حتى اللحظة من تشكيل حكومة المحاصصة المتنازع عليها.
إقرأ أيضًا: بقاء الأسد هزيمة لحزب الله
إن المطالبة بتشكيل حكومة، الجميع يعرف أنها ستكون وبال على الشعب اللبناني، وستزيد من أوجاعه وآلامه،، وستعمق حالات الفقر والمديونية ولن تنتج الا المزيد من السرقات والنهب للمال العام هو مطلب أقل ما يقال عنه أنه مطلب غبي لا يخدم الا أرباب السلطة والمنتفعين منها.
ولأن المشهدية السياسية بلبنان هي دائما خلاف المألوف، وخلاف الطبيعة، فعلى الشعب اللبناني المتضرر من هذه الطبقة السياسية ويناضل من اجل إسقاطها أن يبحث على أساليب منسجمة مع واقعه الغريب العجيب، ولعل الأسلوب الأنجح الآن هو ترك السياسيين في تخبطهم، والاكتفاء بالتفرج على سقوطهم بايديهم، وان أي دعوى للاضراب في هذه اللحظة يمكن تصنيفه بأنه، أَضْرَب إضراب.