تُصنّف معركة مدينة منبج ثاني أكبر المعارك بعد معارك عفرين، وتتعدّدُ الأسباب لخوض تلك الحرب
 
تعيش مدينة منبج السوريّة في ريف حلب الشمالي حالة من الإستنفار العسكريّ غير المسبوق لكافّة القوى المتوزّعة على الخريطة، حتى باتت تُعدُّ أكثر المدن سخونةً خصوصًا وأنّ هناك تهيّؤ لعمل عسكريّ تركيّ ضخمٍ مرتقب بِمشاركة فصائل المعارضة السوريّة ضدّ القوّات الكرديّة في المدينة.
 
تُصنّف معركة مدينة منبج ثاني أكبر المعارك بعد معارك عفرين، وتتعدّدُ الأسباب لخوض تلك الحرب وأبرزها منع إقامة دويلة كرديّة على الحدود التركيّة وتقليص التطلّعات الأميركيّة الداعمة لهذا المُخطط وإستعادة السيطرة "جيوبوليتيكيًّا" على المنطقة.
وإتّخذ "تنظيم داعش" مدينة منبج مركز آمن لإقامة قادتها، فسمتها جريدة التلغراف البريطانيّة "لندن المصغرة" لكثرة البريطانيين المنتمين للتنظيم فيها، أمّا اليوم تعتمدُ وحدات حماية الشعب الكرديّة على المدينة كـَ شريان إقتصاديّ للشمال السوريّ إذ تكثرُ فيها الحركة التجاريّة ونقل البضائع إلى مناطق القامشلي، الرقة، الحسكة ودير الزور.
 
لطالما أثار موقع "منبج" الجغرافيّ الحساس القريب من الحدود الشماليّة مع تركيّا إهتمام الأمريكييّن، حيثُ دعموا قوات سوريا الديموقراطيّة من ضمنهم الأكراد، لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابيّ وضغطوا من خلالهم على تركيا في آنٍ واحدٍ، ومن الناحية العسكريّة تحوي على أكثر من قاعدة للتحالف الدولي وللأمريكيّين والفرنسيّين، ومراكز دعم العمليّات اللّوجستيّة لقوات سوريا الديموقراطيّة.
 
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لا يزال الهدوء الحذر يفرض نفسه على "منبج"، مع إستمرار رفع الجهوزيّة من جانب كلّ من الفصائل الكرديّة، والقوات التركيّة وفصائل المعارضة المتحالفة معها من جانب آخر، والذين يفصل بينهما قوات النظام التي إنتشرت على خطوط التماس بينهما في ريفي منبج الشمالي والغربي، فيما لا تزال القوات الأميركيّة متواجدة في المدينة ومحيطها، وتسيِّر دورياتها بشكلٍ إعتيادي في المنطقة.
 
وتشارك 3 فيالق مما يعرف بـ "الجبهة الوطنية لتحرير سوريا"، وهو تجمع للفصائل العسكرية السورية المنضوية تحت الراية التركية في الشمال السوري، وتضم العديد من فصائل "الجيش الحر"، أبرزها "فيلق الشام" و "لواء المعتصم" و "أحرار الشرقية" و "تجمع الشرقية"، ومقاتلين محليين كانوا ضمن عمليات غصن الزيتون ودرع الفرات سابقا.
 
وفي الجانب المقابل، تسيطر قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المتحالفة معها على مركز مدينة منبج والقرى المحيطة بالكامل، من خطوط التماس المنطقة الممتدة من شمال منبج حتى مدينة الباب غربها.
 
وتتمركز في هذه المنطقة قوات مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية، وقوات حماية الشعب الكردية، وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي)، وقوات حماية المرأة الكردية وعدد من الفصائل المحلية.
 
كما ينتشر مقاتلون عرب ضمن فصيلي قوات النخبة التابعة لتيار الغد المعارض برئاسة "أحمد الجربا" وقوات الصناديد بقيادة شيخ قبيلة "شمر حميدي الدهام الهادي الجرب".