"أرى في المدى البعيد... الصورة مش واضحة، أو عم شوف هيك... هيك بتوقع... وهيك رح يصير..."
عبارات كثيرة نسمعها مع بداية كل عام، وتوقعات مُرعبة وغريبة، حازت على استحواذ وسائل الإعلام العربية واللبنانية منها في كل ليلة من رأس السنة.
وللأسف اعتدنا في مطلع كل عام أن نسمع بأن فلان وفلانة توقعوا بأن يحصل كذا كذا، هي ورقة يحملها كل مُنجم، ليظهر على الشاشات التلفزيونية ويعرض مهاراته مُحذراً من أزمات مستقبلية، متفلسفاً بمواعظ بشرية إلهية، ومبشراً بأجواء تفاؤلية أحياناً.
إقرأ ايضاً: حرب جواسيس بين روسيا وأميركا فمن الأقوى؟
اعتاد لبنان على ظاهرة التوقعات هذه والتي ليست بالجديدة، ولكن اللافت تشجيع وسائل الإعلام اللبنانية على إنتشار هذه الظاهرة، والذي ساهم في ازدياد عدد المتوقعين إلى حد ما، لا بل كسب هؤلاء شهرة واسعة، ليصبحوا معروفين لدى الشعب اللبناني.
والغريب ولهدف استثماري ربما، تروّج وسائل الإعلام لهؤلاء، لتصل إلى حد القول بأنهم صدقوا في توقعاتهم في الأعوام السابقة، عارضةً تقارير عن توقعاتهم لتثبت أنها صدقت بالأحداث والدلائل، رغم أننا كلنا نعلم أنها مجرد توقعات والتي أغلبها لا تتحقق ومع ذلك يُصر الإعلام على تغطية هذه التوقعات، رغم أنها قد تكون مصدر تشاؤمي للبلد، وبإمكانها أن تؤثر على الجو العام، إلى أن تتحول رسالة الإعلام إلى رسالة تعتمد على الوهم والأكاذيب، عدا عن أن هذه الظاهرة تحديداً مرفوضة في كل الأديان التي تقر أن الله وحده يعلم بالغيب.
لكن للأسف يبدو أن جميع المنجمين أو المتوقعين وحتى وسائل الإعلام أصبحوا يعرفون بالغيب اكثر من الخالق!! ليصبح هؤلاء كذبة هذا العام وكل الأعوام!