وسط الصراع على النفوذ الدولي والعالمي، والتنافس في سبيل الوصول إلى عرش أقوى دولة في العالم، ورغم الهدوء النسبي بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بعد إنسحاب الأخيرة من سوريا، إلا أن "حرب الجواسيس" أو "حرب المخابرات" مازالت مستمرة بين الدولتين، لتتجدد مؤخراً بعد تأكيد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، يوم الجمعة الماضي، في بيان له، توقيف أميركي يسمى بول ويلان في موسكو بشبهة التجسس، أثناء قيامه بعمل تجسس، بعد ملاحقات جنائية ضده.
وفي هذا السياق، يرى متابعون، نقلاً عن "سكاي نيوز" أن "زيادة حدة التنافس وحرب التجسس بين واشنطن وموسكو، سببه عودة روسيا بقوة إلى الساحة الدولية بعد أعوام من التصدر الأميركي للمشهد في إطار "الأحادية القطبية".
وفي المقابل، كانت الولايات المتحدة الأميركية في صيف عام 2018 قد اتهمت الروسية ماريا بوتينا (29 عاماً) بتهمة التآمر والعمل كجاسوسة للحكومة الروسية عبر التسلل إلى مجموعات سياسية، كونها عميلة أجنبية غير قانونية.
وفي التفاصيل، وبحسب الادعاء الأميركي، "فإن بوتينا جمعت معلومات وعملت على تطوير علاقات مع ساسة أميركيين عبر الجمعية الوطنية للبنادق".
وتشير المعلومات إلى أن "بوتينا طورت علاقاتها مع الحزب الجمهوري وأصبحت محامية مدافعة عن حق امتلاك السلاح، كما أن محامي روسي سابق كان يوجه نشاطات بوتينا، وهو عرضة للعقوبات الأميركية بسبب علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وعلى أثر حرب التجسس هذه، شنت الولايات المتحدة الأميركية عام 2016، أكبر عمليات تجسس على روسيا منذ الانهيار السوفيتي، حيث استطاعت أميركا أن تصل إلى أوسع نطاق من التجسس على روسيا منذ نهاية الحرب الباردة.
أما في الفترة الحالية تشهد العلاقة بين الدولتين المتنافستين توتر شديد وذلك بسبب تحقيق أميركي مستمر بشأن تدخل روسي محتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية سنة 2016.