هي منطقة تُشكّل ثلث مساحة الوطن، أبت العدوان والإحتلال، وواجهت الظّلم والمستعمرِ، منطقة بالجّمال جنّةٌ، وللرجولة مدرسةٌ، وللكرم والخِصال الحسنة عِنوانٌ، فمنطقة كهذه كيف هو حال شبابها الإجتماعي والإقتصادي؟!
من بعلبك الهرمل إنطلقت الثّورات وتأسّست المقاومات بمختلف أنواعها وعلى إمتداد عصور الظّلم والطّغيان، فمن مواجهة الأتراك والفرنسيّين مروراً بمقاومة إسرائيل حيث أسّست بعلبك الهرمل حزب الله وحركة أمل، إلى دحر التّكفير.
إقرأ أيضًا: بعلبك المقاومة، مشفاها الحكومي مؤسّسة طبّيّة حكوميّة شاملة أم قهوة "أبو خليل" للإكسبرس!!!
بعلبك الهرمل قامت بدورها وواجبها تجاه الوطن، وقدّمت خيرة شبابها قرباناً على مذبح الوطن، وخدمت الثّنائي الشّيعي بأشفار عيونها، حيث شكّلت البيئة المؤسّسة والحاضنة لهُ.
وفي عام ١٩٩٠ قرّر الثّنائي الشّيعي أنْ يُكافئ بعلبك الهرمل، فوعد أهلها بالإنماء بعدما قرّر حزب الله وحركة أمل أن يدخلا المعترك السّياسي، فما كان من أهالي بعلبك الهرمل إلّا تقديم أصواتهم وفاءً لمسيرة آبائهم وأبنائهم، ولكن هذا الثنائي أخلّ بوعوده ولم يلتزموا بمقولة سيّد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي "سنخدمكم بأشفار عيوننا" فألحقوا بهذه المنطقة التهميش والحرمان والمجازر بحقِّ أهلها وأبنائها.
فشباب هذه المنطقة يرزحون تحت وطأة الفقر والبطالة، حيث تراهم من الأوائل المجازين جامعياً في شتّى الإختصاصات، مهمّشين حزبيّاً في كلّ المجالات، فما كان لهؤلاء الشّباب إلّا الهجرة تاركين أهلهم وإخوانهم أو اللّجوء إلى الأعمال غير الشّرعيّة ليجدوا قوتهم بعدما أُقفل باب العمل في الوطن أمامهم، فيما القسم الآخر راح يتعاطى الممنوعات جرّاء الوضع المتردّي وجرّاء اليأس والبؤس الذي يعيشونه، إذ كانت النّتائج مشاكل بين عائلات هذه المنطقة وسقوط عدد من شبّانها قتلى وجرحى نتيجةً للحرمان والفتنة.
إقرأ أيضًا: مستشفى بعلبك الحكومي أقل من مستوصف!!
وأيضاً يعيش أهالي المنطقة أيضاً تحت وطأة التّلوث والسّرطانات نتيجة لصفقات بعض وزراء أو نوّاب المنطقة.
أخيراً وليس آخراً، لا نرجو من أهالي بعلبك الهرمل إلّا أن يصحوا من تأثير مخدّر الأحزاب وينهضوا ويطالبوا بحقوقهم. فهل قصّرت بعلبك الهرمل بحق الوطن أو بحقّ الأحزاب حتّى تُهمّش اليوم؟!