إحتفل رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، بقداس رأس السنة على نية السلام العالمي، في كنيسة سيدة الوردية في رأس بيروت، وألقى المطران مطر عظة نقل فيها بركة قداسة البابا فرنسيس إلى المؤمنين في العالم.

وقال: " فيما نحن نفتش عن حكومة جديدة تؤلف لبلادنا بعد سبعة أشهر من هدر الفرص وتغييبها عن ذواتنا، لا يسعنا سوى التفكير بأن الشراكة الحقيقية التي يسعى كل منا بهديها إلى الرضى والمحبة المتبادلين، هي التي تنقذ بلادنا من محنتها وتوصلها إلى شاطئ السلم والأمان".

ودعا "في مطلع هذا العام الجديد إلى أن يضحي اللبنانيون بعضهم في سبيل بعض أكثر مما يفعلون، وسوف يكون من العيب الكبير على المسؤولين إذا لم يقوموا هم أولا بالتضحيات المطلوبة. فنحن عائلة وطنية واحدة، ومصيرنا مشترك، وعلينا أن نبنيه بأنفسنا، وإن غيرنا لن يبني لنا أبدا مثل هذا المصير".

وأضاف: "فلنحترم رسالة لبنان في العيش المشترك السليم الذي تميزنا به. إنها حقا رسالة كبرى، بجمعها الأديان والطوائف في كيان واحد ومسؤولية مشتركة. وفي نجاحها يكون خلاص للحضارة الإنسانية في توفيقها بين الوحدة والتنوع ضمن كيانات وطنية جامعة. فإن قمنا جميعا بالتضحيات المطلوبة في سبيل لبنان نجحنا، وإلا فإننا جميعا خاسرون".

وختم مطر: "نحذر من ضياع هذه الرسالة النبيلة، ومن سقوطها من أيدينا. وحذار الاستمرار في هذا التقاعس وإلا نحن غافلون عن الأخطار التي تنجم عن مثل هذا التصرف الذي لا يمس كرامة لبنان وحسب بل أيضا جوهره ووجوده. ففي مطلع هذه السنة الجديدة نصلي معكم، أيها الأحباء، سائلين الله نعمة التوافق الشامل من أجل لبنان. وليكن أول عمل يقوم به مسؤولونا في هذا الأسبوع الطالع من السنة هو تأليف الحكومة المنتظرة. فهي خير فرصة تعطى لرجاء جديد من أجل وطننا".