لفت البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، خلال عظة عيد رأس السّنة، الى أن "العيد الطّقسيّ الذي نحتفل به اليوم هو ختانة الطفل يسوع، كما اقتضت شريعة موسى في العهد القديم، وإعطاؤه الإسم. بهذه الرّتبة الطّقسيّة يحصل الإنتماء إلى الجماعة المعروفة بذريّة ابراهيم، وتكون علامة العهد والالتزام "بختانة القلب أي بمحبّة الله والقريب"، مشيرا الى أنه "في العهد الجديد، حلّت المعموديّة محلّ الختان، بها يخلع المعمَّد الإنسان العتيق، ويلبس الجديد الذي هو الحياة مع المسيح والسّير على خطاه. في المعموديّة يُعطى الطّفل اسمًا، وينتمي إلى جسد المسيح السّريّ الذي هو الكنيسة، جماعة المخلّصين بالمسيح. نصلّي اليوم كي يمنحناالله نعمة الالتزامبمفاعيل المعموديّة".
ورأى الراعي أن "المسؤولين السّياسيّين عندنا، الذين يعرقلون أو لا يسهّلون تأليف الحكومة، بأيّة صيغة أتت، مصغَّرة كانت أم موسَّعة، إنّما ينتهكون واجب العمل من أجل إحلال السّلام في لبنان الذي يحتاج إليه المواطنون. ونعني بالسّلام الاستقرار السّياسيّ والاقتصاديّ والمعيشيّ، وتوفير فرص العمل للجميع، وتعزيز تحفيز القدرات الشّخصيّة، وتأسيس عائلة، وتأمين مسكن. ونعني به طيب العيش معًا بالاحترام والثّقة المتبادلَين والتّكامل، والمشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، والالتزام بالميثاق الوطنيّ والدّستور ومعهما تطبيق اتّفاق الطّائف روحًا ونصًّا".
واعتبر أن "ما تفرضه أوضاع البلاد والمؤسّسات وحاجات الشّعب على السّلطة السّياسيّة، من الصّعب جدًّا، إن لم نقل مستحيلاً، أن تواجهه حكومة عاديّة كالتي يفكّرون بتأليفها. فإذا كانت هناك لدى ذوي الإرادات الطّيّبة نيّة بالنّهوض بلبنان وتجنيبه المخاطر الإقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة، وبالمحافظةِ على مؤسّساته من الفساد المستشري والمتأصّل، وحمايتِه من التّدخّل السّياسيّ والمذهبيّ، يجب في مرحلةٍ انتقاليّة تأليف حكومة مصغَّرة من ذوي الاختصاص، الحياديّين، المعروفين في المجتمع اللّبناني بأخلاقيّتهم وحسّهم الوطنيّ وفهمهم لأصول السّياسة وممارستها. غايتها إجراء الإصلاحات اللّازمة في الهيكليّات والقطاعات، وتوظيف المال الموعود في مؤتمر "سيدر، من أجل النّهوض الإقتصاديّ. ومن شأن هذه الحكومة المصغّرة بناء السّلام المنشود الذي يحتفل به العالم بيومه، على ضوء موضوعه: "السّياسة الصّالحة هي في خدمة السّلام"، كما أعلنه قداسة البابا فرنسيس".