مع حلول العام الجديد اليوم، كان منتظراً أن تُشكّل مبادرة المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم حلاً لأزمة تأليف الحكومة، لكن طرح ابراهيم الأخير سقط بعد رفض النواب السنة خارج تيار "المستقبل" أن يكون الوزير الذي سموه من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون.
وعادت الحرارة الى الاتصالات مع مبادرة جديدة لابراهيم تقوم على أساس حكومة من ٣٢ وزيراً، لكن رئيس الحكومة المكلّف سعد الخرير أبلغ ابراهيم أنه لن يقبل هذه الفكرة، وهو قد رفضها سابقاً، مما اضطّر المدير العام للأمن العام الى تجميد حراكه. وبحسب مصادر متابعة فإن "سقوط معادلة ٣٢ وزيراً لا تعني نهاية المبادرة التي يسعى ابراهيم بدفع من كل القوى لإنجازها خلال النصف الاول من يناير".
الى ذلك، قال وزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي إن "إيران تتخذ لبنان ورقة للمساومة من أجل تحصين وضعها في ظل ما تتعرض له من عقوبات".
واعتبر أن "هناك قطاعا كبيرا من اللبنانيين أصابه الإحباط، لا لاستمرار تعثر ولادة الحكومة الجديدة، وإنما لتيقنهم من أن حزب الله وضع البلاد في يد إيران لتغامر بها دون اكتراث لمصالح البلاد".
وأضاف في مقابلة مع "وكالة الأنباء الألمانية" (د ب أ): "هناك أصوات اليوم تدعو رئيس الوزراء المكلف، رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، إلى مكاشفة الشعب بالطرف المعطل لتشكيل الحكومة، وبرأيي الأمور واضحة ولا تحتاج إلى مصارحة أو مكاشفة، فحزب الله يرهن قرار التشكيل بيد إيران".
في موازاة ذلك، لم تمر الشكوى التي تلقاها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل من بعض أبناء الجالية اللبنانية في موسكو متهمين السفير اللبناني شوقي بو نصار(المحسوب على رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط) بالتقاعس وإقفال السفارة يوم الجمعة قبل الموعد المحدّد مرور الكرام لدى الحزب "التقدمي الإشتراكي".
وقالت مصادر الحزب ان "التسريبات الاعلامية ضد السفير مدبّرة ومشبوهة للنيل من سمعة السفير بو نصّار وصولا إلى موقعه، لاسيّما أنه يشغل منصبا دبلوماسيا رفيعا في إحدى أهم عواصم القرار في العالم".
ورأت المصادر أنّ "الحملة التي انطلقت من البعض في موسكو، يبدو أنّها منسّقة مع جهات سياسية داخلية من أجل استهداف السفير بشخصه وموقعه".
وقال عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب اكرم شهيب في بيان أمس: "بعيدا عن أيّ سجال أو رد على كلام مدسوس وحاقد من هنا أو هناك، إن سفيرنا في روسيا الاتحادية السفير شوقي بو نصار هو سفير الوطن وكلّ اللبنانيين، ومشهود له بالرصانة والامانة المهنية والصدق ونموذج للاستقامة". وأضاف: "حيثما حلّ منذ دخوله السلك الخارجي الدبلوماسي، كان علما لبنانيا أصيلا يخدم بلاده بعيدا عن زواريب الطائفية والمذهبية الضيقة والمصالح الخاصة".
الجريدة