ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة توجه فيها "إلى اللبنانيين جميعا بالتهنئة وبأطيب التمنيات بالسنة الجديدة، سائلا العلي القدير أن تكون سنة 2019 سنة أمن وأمان وسلام ووئام، واستقرار يعم لبنان والمنطقة وكل عام وأنتم بخير".

واعتبر قبلان "أن سنة 2018 كانت سنة صعبة، صعبة جدا بحجم ضياع السلطة وفساد السياسة، خصوصا أولئك الذين يتعاملون مع السلطة وكأنها ملك شخصي، وقد انعكس ذلك على البلد وناسه، جوعا ووجعا وفقرا وتعاسة وبؤسا ويأسا وجريمة وبطالة وتفلتا واستئثارا، رغم تضحيات هذا الشعب الذي أخذ على عاتقه مسؤولية هزيمة التكفير وإسرائيل معا. لذا لا يجوز إبقاء الوضع على ما هو عليه، لأن مخاطر البلد كبيرة، والمخاطر على الدولة أكبر، إذا لم يبادر أصحاب الشأن بذهنية وطنية، ذهنية العائلة الواحدة والبلد الواحد، إلى التنازل، وخصوصا فخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلف، لأن الأبوة توجب أمام الحالات الصعبة والمصيرية تقديم كل شيء من أجل أن يبقى البلد، الذي نرفض أن يكون ملكا لأحد، أو مرتهنا وأسيرا لطموحات رئاسية عند أحد، فالبلد لشعبه ولناسه، ولسلطة قوية وعادلة، تستطيع أن تتخذ القرار، وتجيب على أسئلة الناس في الشارع، وتصغي إلى مطالبهم، وتكون في خدمتهم".

وأكد قبلان وقوفه "إلى جانب الناس، فنحن مع حقوقهم ومع مطالباتهم، بوقف الفساد والهدر والسلب والنهب والصفقات، حيث لم يعد مسموحا لأحد مهما كان أن يمنع الناس من الاعتراض والتعبير عن رفضهم، ومواجهة كل هذا الواقع المرير، وكل ما يجري من سياسات وسلوكيات تكاد تطيح بكل شيء. فلا تطمروا الرؤوس في الرمال، أيها السياسيون، فالهروب ممنوع، وتشكيل حكومة الشراكة والوحدة الوطنية ضرورة ملحة، وأي تأخير أو تسويف هو بمثابة جريمة ترتكب بحق لبنان واللبنانيين".

واستنكر المفتي قبلان بشدة "الغارة الإسرائيلية على سوريا من لبنان، والتي كادت تتحول إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، ونطالب السلطة اللبنانية باتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة الدفاعية الرادعة التي تمنع تل أبيب من استباحة السماء اللبنانية، إذ كفانا هروبا وتلطيا وراء الضعف، وبات من غير المسموح أن تتكرر قصة ثكنة مرجعيون، وهنا لا بد من التذكير بدور المقاومة وأهميتها، إذ لولا وجود المقاومة في لبنان لانتهى شيء اسمه لبنان".

وقال: "نعم في عام 2018، عشنا حرائق المنطقة، عشنا خراب أوطاننا ودولنا، عشنا نزعة الحروب الإقليمية والدولية القذرة، وقد آن الأوان لإنهاء لعبة الدم في اليمن وسوريا وليبيا والعراق، آن الأوان لمصالحة سياسية عربية وإسلامية وبالخصوص بين السعودية وإيران، وتجاوز كل العداوات والخصومات، ووقف كل الارتهانات والمراهنات على السياسات الأميركية التي لا تريد صلحا ولا سلما ولا تهدئة في المنطقة، بل تخطط وتعمل على تمزيقها وتفتيتها ومصادرة خيراتها. فإلى مصالحة تاريخية أيها العرب وأيها المسلمون، لأن مزيدا من الهروب يعني مزيدا من الخسران والسقوط".