فجأة ومن دون سابق إنذار، طرحت عقدة حكومية جديدة نفسها على ساحة التأليف، ويمكن تسميتها بـ عقدة "باسيل وحزب الله"، لتتجاوز أزمة التأليف مسألة توزيع الحقائب لتصل إلى صراع كبير على النفوذ والتوازنات بين القوى السياسية لاسيما بين الحلفاء، أي بين التيار الوطني الحر و(حزب الله)، ما دفع البعض إلى المراهنة على مدى ثبات علاقة الحليفين.
وكانت دوائر سياسية قد أشارت سابقاً نقلاً عن صحيفة "العرب" إلى "أن السبب في عدم التوصل إلى حلّ هو إصرار (حزب الله) على سحب الثلث المعطّل من التيار الوطني الحر مقابل تمسّك الأخير بهذا الامتياز الذي يجعله المتحكّم الفعلي في مسار الحكومة المقبلة التي لطالما أطلق عليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تسمية حكومة (العهد الأولى)".
وكذلك كان إعلام (حزب الله) خاصةً قناة المنار، قد حمّلت ولو بطريقة غير مباشرة الوزير باسيل مسؤولية التعطيل الحكومي، وذلك على أثر مقدمتها المسائية يوم الأحد الماضي والتي أشارت فيها قائلة: "بالستراتِ الصفرِ وبمزيجٍ من الألوانِ خرجت تظاهرةُ وسَطِ بيروتَ لتُعبِّرَ عن وجعِ الناس. جوعانين، نموتُ على أبوابِ المستشفيات، ونريدُ حياةً كريمةً كانوا يَهتُفون. كأنهم يبحثونَ عن مُخلِّصٍ من وحيِ من نَبعُدُ يوماً عن ذكراه، عن مريمَ ابنةِ عِمرانَ وطفلِها المعجزة ، عَمَّن يحررُ الهيكلَ من اللصوص، عن رجالِ دولةٍ لا تكونُ نهايةُ أحلامِهم وزيراً زائداً او ناقصاً، عمَّن يعيشُ همومَهم ، ولا يكونُ آخرَ همِّهِ الناسُ شاخصاً ببصرِه الى ما يمكنُ أن تَجنِيَه له وزاراتٌ بعينِها."
وعن سبب طرح الوزير باسيل لموضوع تبديل الحقائب الان، ذكرت مصادر متابعة للموضوع نقلاً عن صحيفة "اللواء"، "انه بعدما اجرى التيار الحر مقاربة جديدة لتوزيع الحقائب ظهر لديه ان حقيبة الاعلام ليست حقيبة اساسية فطرح تبديلها بحقيبة اخرى مثل البيئة (التي خصص لها مؤتمر سيدر نحو مليار و400 مليون دولار لمعالجة مشكلة النفايات الصلبة) فطلب من الحريري باستبدالها بحقائب اخرى كالتربية او الصناعة او الزراعة، وهو ما لم يعجب لا الرئيس برّي ولا «حزب الله» الذي اندفع نحو توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الجمهورية، عبر سحب تسمية مرشّح «اللقاء التشاوري» جواد عدرة، لمنع ما وصفته مصادره «تجاوزات باسيل وضبط الامور»"، معتبرة ان "ما يقوم به بدأ يمس بالتحالف بين الطرفين".
وأشارت الصحيفة وفقاً لمعلوماتها، إلى ان "الثنائي الشيعي يحاول تجاوز سقطة باسيل".
كما وتعتبر المصادر ان "انزعاج حزب الله من اداء باسيل لم يصل الى حد اتهامه بتجاوز الخطوط الاستراتيجية العريضة لتفاهم مار مخايل"، مؤكدةً بان "الحزب ما زال يراعي باسيل ولا يجاهر علنا باستيائه منه كرمى الرئيس عون لا اكثر ولا اقل".