الأزمة الاقتصادية الحالية هي الأسوأ في تاريخ لبنان
أزمات متعدّدة تُخيّمُ على لبنان من أهمّها الإقتصاديّة الناتجة عن الأوضاع السّياسيّة المُشرذمة، فمنذ سبعة أشهر وأهل السلطة يفشلون في تشكيل حكومة تنقذ البلد وتُنفّذ الإصلاحات التي يتطلّبها مؤتمر "سيدر 1" كشرط لإقراض الدوّلة اللبنانيّة.
ويعيشُ المواطن اللّبنانيّ في ضائقة ماديّة لاسيّما خلال فترة الأعياد، حتى إعتبر البعض أنّ في فترة الحرب الأهليّة كان الوضع المادّي أفضل بكثير، خصوصًا وأنّ الإقتصاد اللّبنانيّ يمرُّ في حالة شبيهة بـِ الركود التضخمي، الناتج عن الأوضاع السّياسيّة التي تضربُ ثقة المستثمرين والمستهلكين.
وخلال جولةٍ لنا على أسواق عين الرمانة والأشرفيّة، كشف لنا أحد التجار أنّ الحركة خجولة وقال:"تأمّلنا أن تولد الحكومة قبل عيد الميلاد، علّها تحرّك حركة البيع، إلّا أنّه مع تعقيد الأمور ضعف السوق والناس تتجوّل من دون أن تبتاع أيّ شيء".
وتابع:"الناس أصبحت هواجسها أكبر بكثير من أن تشتري هدايا للعيد، حقيقةً.. فتأمين المسكن والمأكل وفواتير المياه والكهرباء وغيرها من الحاجات ضرورة مُلحّة".
وأضاف:" لا أحد يشعر بالأعياد نتيجة الإنتكاسات الحكوميّة المُتتاليّة خصوصًا عشيّة الأعياد وما رافقها من تحركات مطلبيّة."
وصدر عن مجلس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، بيانًا جاء فيه: "الإقتصاد ليس وجهة نظر بل أرقام ووقائع ملموسة. نسعى نحن أصحاب المؤسسات بكل جهد من أجل تقديم أفضل ما يكون من جودة ونوعية وخدمة وفرح خلال فترة الأعياد وكل المناسباوإن مروحة الأسعار تناسب كل الميزانيات. لبنان أحق باللبنانيين بالأعياد، فإذا تلاشت المطاعم والسهر تلاشى معها كل إبداع وفن وذوق".
بالرغم من الأزمة الإقتصاديّة التي يعُاني منها لبنان إلّا أنّه وبحسب التقارير الإقتصاديّة، ما زال بعيدًا عن "الإفلاس"، لكنّ الحلحلة لن تبدأ إلّا مع ولادة حكومة توافق وطني، تعمل على تطبيق الإصلاحات التي أوصى بها (سيدر 1) ومن قبله مؤتمرات باريس الثلاثة، بغية معالجة الإختلالات الإقتصادية والماليّة.