لأول مرة بعد 40 عامًا يقول وزير خارجية لجمهورية إيران الإسلامية: لا أحد من المسؤولين الإيرانيين يطالب بإزالة إسرائيل من الوجود وما قد قيل او يقال إنما هو: ان اسرائيل ستمحو من وجه الأرض وليس يجب ان تمحى! وذلك خلال حديثه مع صحيفة لوبوان الفرنسية.
وليس يخفى الفرق بين النسختين أو الصيغتين حيث أن الأولى إنما هي إخبار عن مصير إسرائيل التي تعبر عنها إيران بالكيان الصهيوني.
بدوره، قدم ظريف تفسيرًا جديدًا لشعار الموت لإسرائيل المكتوب على صواريخ باليستية إيرانية أطلقها الحرس الثوري وتصريحات الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بهذا الشأن قائلًا: ان احمدي نجاد قام بتكرار حديث صادر عن الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية والذي قال أن اسرائيل ستمحى من المشهد وفسر ظريف ذلك بأن السياسات التي تتبعها إسرائيل ستكون السبب في اختفاءها وزوالها.
إقرأ أيضًا: وفاة أهم المرشحين لخلافة خامنئي
يبدو أن وزير الخارجية الإيراني لجأ إلى الموقف الإيراني الرسمي الذي أعلنه المرشد الأعلى آية الله خامنئي الذي أعلنه قبل عقد من الزمن وأكد فيه على ان إيران تقبل بصيغة الانتخابات لحل الأزمة الفلسطينية إذا سمحت لجميع الفلسطينيين الملسمين والمسيحيين واليهود في الداخل وفي بلدان الاغتراب المشاركة فيها وأي نتيجة لهكذا انتخابات ترحب بها إيران.
علمًا، أن ظريف يقصد أن تلك الآلية التي اقترحها خامنئي هي التي ستقضي على اسرائيل وليس المراد بالموت لإسرائيل هو أن إيران ستقوم بإزالتها.
وعليه، ان مضمون حديث الوزير ظريف صحيح في حد ذاته كمسؤول لتنفيذ السياسة الخارجية الإيرانية الا أن الحقيقة هي ان شعار يجب إزالة إسرائيل من الوجود هو شعار الثورة الإيرانية قبل انتصارها وبل أحد دواعي اطلاقها منذ ستينيات القرن الماضي وأدلى به الإمام الخميني قبل تأسيس الجمهورية الإسلامية كما صرح به الإمام السيد موسى الصدر الذي كان يعتبر ان إسرائيل شر مطلق.
إقرأ أيضًا: ماذا يعني تهديد نتنياهو إيران بالهجوم؟
وأيا تكن الحال ان السياسة الخارجية لا يتم اتخاذها عبر الشعارات وإنما عبر المواقف الرسمية التي يتخذها أي نظام، فبالرغم من ان هناك مواجهات امنية وعسكرية وإعلامية بين إيران واسرائيل ولكن الأسلوب الذي انتهجته إيران طيلة أربعة عقود يظهر بأن إيران لا تريد شن حرب هجومية مباشرة ضد إسرائيل من أجل تدميرها وازالتها من الوجود.
نعم تنوي إيران القضاء على اسرائيل عبر أساليب لا تتعارض القانون الدولي وهو خلق منظمات للمقاومة داخل الأراضي المحتلة وتزويدها بالسلاح والتقنية العسكرية.
إذَا، ان تصريحات ظريف الأخيرة في حديثه مه صحيفة لوبوان لا تتضمن جديدًا في السياسة الخارجية الإيرانية وإنما تتضمن جديدًا في التعابير حيث يفتح أفقًا لتفسير بعض الشعارات والتصريحات ربما يصطدم بحرفيتهما.