كشف الكاتب الصحفي السوداني، ياسر عركي، عن انتشار دعوات لعصيان مدني في أنحاء عديدة من السودان، في محاولة للضغط على الحكومة لتلبية مطالب الاحتجاجات.
وأشار عركي، في حديث لراديو "سبوتنيك" إلى أن هناك دعوات لعصيان مدني في أنحاء السودان للضغط على الحكومة السودانية، من أجل تلبية مطالب الاحتجاجات المنتشرة منذ أكثر من أسبوع.
وفي المقابل أشار الكاتب السوداني إلى أن الحكومة حذرت من الاستجابة لهذه الدعوات، التي وصفتها بـ"الهدامة".
وهدد الحكومة، وفقا لعركي، بفصل أي شخص يعمل في المؤسسات الحكومية، يستجيب لهذه الدعوات ويشارك فيها.
وأضاف الكاتب السوداني، أن "أعداد المتظاهرين أمس، والتي جاءت استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين، غير مسبوقة، ورددت جميعها هتافات تطالب برحيل الرئيس عمر البشير، ولكن مواجهة الحكومة الاحتجاجات بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، أدى لحدوث عنف".
وعن الموقف الغربي تجاه ما يشهده السودان، أوضح عركي أن الاتحادين الأوروبي والأفريقي، وكذلك المنظمات الدولية رصدوا المظاهرات أمس، واستخدام العنف من قبل الشرطة، بعد أن أرسل تجمع "المهنيين السودانيين" خطابات لكافة السفارات الأجنبية في الخرطوم، بالإضافة لمخاطبة الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأمم المتحدة، مضيفا "الحكومة السودانية تعتبر الموقف الغربي ضمن مؤامرة خارجية، تتعرض لها البلاد".
ويشهد السودان، احتجاجات واسعة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وشهدت مدن عطبرة، والدامر، وبربر، وكريمة، وسنار، والقضارف، والخرطوم وأم درمان، تظاهرات كبيرة، أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المواطنين، حسب تصريحات مسؤولين محليين.
والسبت، اتسعت دائرة الاحتجاجات مع إعلان الرئاسة السودانية، مقتل عسكريين كانا يشاركان في المسيرات.
ويعاني السودان من أزمات في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية)، إلى أرقام قياسية تجاوزت أحيانا 60 جنيها مقابل الدولار الواحد.
وامتدت التظاهرات، إلى مدينة الرهد غرب السودان وقام المحتجون بإضرام النار بمقر الحزب الحاكم، فيما حذرت السلطات السودانية من اللجوء إلى العنف والتخريب أثناء الاحتجاجات.
وأشار مراسل "سبوتنيك" إلى أن المحتجين كانوا يستهدفون الوصول للقصر الرئاسي، من أجل تقديم مذكرة تطالب برحيل الرئيس السوداني، عمر البشير، عن الحكم. وقال مراسل "سبوتنيك" عن الاحتجاجات التي خرجت ويقودها مهنيون إن "الشرطة والأمن تفرق تجمعات المحتجين باستخدام القنابل المسيلة للدموع"، لافتا إلى "وقوع مناوشات بين متظاهرين ورجال الشرطة بجوار مسجد الخرطوم الكبير".
يأتي ذلك، فيما أقر مدير جهاز الأمن والمخابرات السودانية، صلاح قوش، بوجود ضائقة معيشية يعاني منها المواطن، مؤكدا أحقية المواطنين في رفضها، والتعبير عن ذلك، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لن يتم التهاون مع مستخدمي العنف والتخريب.
كما اتهم الرئيس السوداني، عمر البشير، من وصفهم بـ "بعض الخونة والعملاء والمرتزقة والمندسين استغلوا الضائقة المعيشية للتخريب لخدمة أعداء السودان، داعيا مواطنيه إلى التضافر مع بعضهم بعضا".
وفي أول ظهور علني منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد، اعتبر البشير، لدى مخاطبته اللقاء الجماهيري باستاد ود الحداد بمحلية جنوب الجزيرة، اليوم الثلاثاء، وقوف واحتشاد الجماهير، اعتبره ردا على كل خائن وعميل وعلى الذين روجوا وأطلقوا الشائعات بالقبض عليه وسجنه قائلاً: "وأنا الآن موجود وسطكم"، متوعدا بملاحقتهم وإخراجهم، وذلك وفقا لوكالة الأنباء السودانية.