يعقد العالم آمالا كبرى على تقدم العلوم الطبية حتى يقضي على عدد من الأمراض المستعصية والفتاكة، ولم تخل سنة 2018 المشرفة على الانتهاء من بوارق أمل تبعث على التفاؤل.
ولأن مسار العلوم يعتمد على التراكم، تحتاج الخطوات الطبية الواعدة التي تحققت في 2018، إلى مزيد من التجارب في الغالب، لاسيما أنها تجري على الفئران في المرحلة الأولى.
وفي حال التوصل إلى علاجات ناجعة، تحتاج المؤسسات الأكاديمية إلى من يتبنى مشروعاتها حتى ينتج دواءً بثمن مناسب يضمن العلاج لملايين المرضى في العالم.
لقاح ضد السرطان
ومن محطات الطب المهمة في العام الحالي، إعلان باحثين من جامعة ستانفورد الأميركية، في شهر يناير الماضي، عن تطوير لقاح يستطيع القضاء على الأورام السرطانية.
وبحسب موقع "ذيسيز إنسايدر"، فإن لقاحا جرى تجريبه على فئران مصابة بالسرطان، تمكن من القضاء على الأورام السرطانية على الحيوان، وفي حال نجح هذا الأمر لدى الإنسان، فإن علاج المرض الخطير سيكون أكثر سهولة ونجاعة.
ويؤدي العلاج الكيماوي للسرطان في الوقت الحالي إلى تضرر الجهاز المناعي، وتظهر مضاعفات جانبية خطيرة لدى الكثير من المرضى.
ويؤكد الأستاذ والباحث المشرف على الدراسة، رونالد ليفي، "ليست ثمة حدود لأنواع الأورام التي يستطيع هذا اللقاح أن يعالجها".
زراعة وجه استثنائية
وخلال 2018، أنجز جراحون فرنسيون "معجزة طبية" مثيرة، بإجرائهم عملية زرع وجه للمرة الثانية لنفس المريض.
وكان المريض، الذي لم يتم الكشف عن اسمه، قد خضع لعملية زراعة وجه قبل 7 سنوات، إلا أن جسمه رفض الزرع بصورة قوية ومفاجئة.
وأمضى المريض، وهو في الأربعينيات من عمره، شهرين في المستشفى دون وجه، إذ وضعه الأطباء في غيبوبة بعد أن أزالوا "الوجه الأول"، لحين العثور على متبرع مناسب للوجه الثاني.
واستغرقت العملية يوما كاملا، ولن يتمكن الأطباء من معرفة ما إذا نجحت العملية أم لا، قبل بضعة أسابيع.
جدير بالذكر، أن عمليات زراعة الوجه نادرة جدا، إذ أجريت نحو 40 عملية فقط حتى الآن، وفق ما ذكر موقع "تلغراف".ويتوجب على المرضى أن يستمروا بأخذ أدوية تثبط عمل الجهاز المناعي، كي لا ترفض أجسادهم "الجسم الدخيل".
ومن الأعراض الجانبية لهذه الأدوية، أنها تجعل المرضى عرضة للإصابة بالالتهابات والسرطان.
دواء يحمي من نوبات القلب
ولأن 610 آلاف شخص يموتون سنويا بسبب أزمات القلب في الولايات المتحدة لوحدها، أعلنت شركة "بيوتك أمارين"، في سبتمبر الماضي، أنها طورت دواء يعرف بـ" Vascepa" يمكنه أن يخفض احتمال الإصابة بنوبة القلب بواقع 25 في المئة.
ويباع هذا الدواء بناء على وصفة الطبيب، ويقدم للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا منخفض الدهون مثل المصابين بارتفاع الكولسترول.
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على هذا الدواء، في 2015، لكن التجربة أثبتت خلال السنة الحالية أنه يؤدي دورا ناجعا في خفض بعض أنواع الدهون الضارة فيالجسم.
بشرى لمرضى الصداع النصفي
وفي ظل عدم وجود أي علاج ناجع وتام لمرض الصداع النصفي المعروف بـ"الشقيقة"، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في مايو 2018، على دواء "Aimoving" ويقوم هذا العلاج على إعطاء حقنة واحدة في الشهر لأجل تعطيل بعض الجزيئات المسؤولة عن الألم الناجم عن المرض.
وتم تجريب هذا الدواء، ثلاث مرات، وقال المرضى الذين تلقوا الحقن، إن وضعهم تحسن على نحو ملحوظ، كما أنهم شهدوا عددا أقل من نوبات المرض مقارنة بالسابق.
وفي تطور آخر قال أطباء إن امرأة في البرازيل وضعت مولودة بعد أن خضعت لعملية زرع رحم من متبرعة متوفية في أول حالة ناجحة من نوعها.
وشملت الحالة التي نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية توصيل أوردة من رحم المتبرعة بأوردة المتلقية، وكذلك توصيل الشرايين والأربطة والقنوات المهبلية.
وتأتي الولادة بعد فشل 10 حالات سابقة، جرى خلالها نقل أرحام من متبرعات متوفيات، في إنجاب مولود حي، وكانت هذه الحالات في الولايات المتحدة وجمهورية التشيك وتركيا.
ونوهت أوساط بأهمية هذه العملية، باعتبارها أنها قد تقدم للنساء اللائي يعانين من العقم الرحمي إمكانية الحصول على مجموعة أكبر من المتبرعات المحتملات.
وبما أن مرضى السكري يحتاجون كثيرا إلى الانتباه لمستوى الغلوكوز في الدم، طور معهد "أولسان" الكوري الجنوبي للعلم والتكنلوجيا، عدسات لاصقة قادرة على مساعدة من يعانون المرض.
وأوضحت المؤسسة الأكاديمية المرموقة، في بيان رسمي، أن هذه العدسات تعتمد على دموع الإنسان لمراقبة المستوى الذي يصله الغلوكوز.
وتمت صناعة هذه العدسات اللاصقة من مادة النانو، وهي رقيقة جدا حتى لا تؤثر على الرؤية لدى الإنسان، لكن هذه العدسات جرى تجريبها على الأرانب فقط حتى الآن.
بخاخ الاكتئاب
وأعلنت شركة "جونسون آند جونسون"، في مايو الماضي، نموذجا لبخاخ يمكن أن يستخدم في علاج مرض الاكتئاب، من خلال الاعتماد على العقار المعروف بالكتامين منذ عقود عدة.
وأجرى باحثون تجربة شملت 236 شخصا يعانون حالات اكتئاب تستعصي على الأدوية التقليدية، ثم رصدت آراء 236 شخصا بشأن التأثير.
وأظهرت التجربة أن من استخدموا بخاخ الأنف إلى جانب الأدوية التقليدية شعروا بتحسن ملحوظ، خلال 4 أسابيع فقط، بخلاف من لم يستخدموا بخاخ الكيتامين.