أعلن المتحدث الرسمي بإسم الجيش الإسرائيلي رونين منليس، أنه لم تعد لإيران مصانع لتصنيع الأسلحة الدقيقة في لبنان، وقال المتحدث خلال إيجاز للصحافيين المتدينين، أمس الاثنين، إن "المصانع التي تطرّق إليها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في خطابه أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، في شهر الماضي، قد أُغلقت، بعد الإجراءات والتحذيرات الإسرائيلية الصارمة"، حسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".
من جهته، رفض منليس إعطاء تفاصيل أو تفسيرات بخصوص كيفية اتخاذ قرار الإغلاق، وهل تم بوساطة من طرف ثالث أم كان قرارًا إيرانيًا منفصلًا بعد تهديدات إسرائيل، وأوضح أن "إسرائيل تعمل ضد حزب الله على 3 جبهات، أولاها: العمل على منع حزب الله من الحصول على صواريخ دقيقة؛ وثانيتها: تموضع حزب الله في الجولان ومحاولة فتحه جبهة جديدة؛ وثالثتها: منع تحويل وسائل قتالية إيرانيّة إلى حزب الله، دون أو يوضح ما هي".
مقابل ذلك، وحول عملية "درع الشمال"، التي ترمي إلى تدمير أنفاق حزب الله الممتدة من الجنوب اللبناني إلى إسرائيل، قال منليس إنّ "الأنفاق الأربعة التي كشفها الجيش الإسرائيلي دخلت الأراضي الإسرائيليّة لمسافة تتراوح ما بين 70 و80 مترًا"، ونفى كذلك أن "تكون أسباب إطلاق العملية سياسيّة، قائلًا إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي طالب بالمباشرة بالعمليّة قبل أكثر من عام لكّن الظروف لم تكتمل حينها، لذلك كان يجب الإنتظار فترة أطول مما توقّعوا في بداية التخطيط للعمليّة"، وأضاف أن "الحفر لم يكن في البداية قد اخترق الحدود مع إسرائيل وعندما بدأ الحفر يتم في تخوم إسرائيل تم ترك حزب الله يعمل بلا إزعاج، حتى بات الأمر جليًا واضحًا ولا يقبل الجدل، تقرر عندئذ العمل على تدميرها".
وسار منليس على وقع تصريحات رئيس أركان جيشه غادي آيزنكوت، في ضرورة عدم المبالغة في تقدير انسحاب القوات الأميركية من سوريا في الوقت الحالي، مقتبسًا قول آيزنكوت: "مَن منع التموضع الإيراني في سوريا هو الجيش الإسرائيلي وليس الأميركيين"، وقال منليس إنّ "الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تقوم الحكومة اللبنانيّة بتطبيق قرار الأمم المتحدة التي تمنع الإضرار بالسيادة الإسرائيليّة، وأن تعالج هي بنفسها الأنفاق لأنها إن لم تفعل ذلك، فسنقوم نحن بتفجير هذه الأنفاق، كما قررنا الخميس الماضي".
علمًا، أن تصريحات منليس بخصوص الحكومة اللبنانيّة تأتي في الوقت الذي أقرّ فيه المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، بأن إسرائيل فشلت في إقناع الولايات المتحدة بوقف دعمها للجيش اللبناني، قائلًا إنّها ترى فيه "هدفًا يمكن العمل معه".
في المقابل، ذكر مصدر سياسي نقلًا عن "الشرق الأوسط" أن "نتنياهو سعى خلال لقائه الخاطف مع وزير الخارجيّة الأميركيّ مايك بومبيو، مطلع الشهر الحالي، إلى إيقاف المعونات الأميركيّة للجيش اللبناني، وقالت إن مباحثات نتنياهو وبومبيو، التي جاءت قبل ساعاتٍ من الإعلان الإسرائيلي عن عملية درع الشمال، لم تقتصر على العمليّة نفسها، إنّما امتدّت لتطال الدعم الأميركي للجيش اللبناني".
بدوره، كشف مصدر إسرائيلي كبير أن "إسرائيل تسعى منذ مدّة لتجريم الجيش اللبناني وإثبات أنه يُشغَّل من قبل حزب الله وبالتعاون معه، إلا أن الولايات المتحدة ما زالت تموّل وتدرب الجنود اللبنانيين"، كما كشف أن "إسرائيل حوّلت للولايات المتحدة شهادات وملفات استخباراتيّة حول ضباط لبنانيين تثبت خلالها أنهم ينفّذون تمامًا ما يطلبه حزب الله منهم، لكنّ بومبيو لم يتأثر وقال إنه يعتقد أنه من الممكن العمل مع أحد ما في لبنان".
يذكر، أن صحيفة "معريب" قالت، أمس الإثنين، إن "إسرائيل والولايات المتحدة منقسمتان حول دعم الجيش اللبناني ومن الممكن أن يؤدي هذا الإنقسام إلى الإضرار بالردع الإسرائيلي أمام حزب الله".