نشر موقع "عربي 21" تقريرًا عن أزمة تأليف الحكومة، قائلُا: "تكاد فترة تشكيل الحكومات في لبنان تتجاوز كل الأرقام القياسية في بلدان العالم، حيث يمتد مشوار التأليف زمنيًا ويتجاوز أحيانًا عتبة السنة بأشهر مما يطرح التساؤلات عن مدى فعالية النظام السياسي على وقع الصراع على الحصص والمكتسبات".
في السياق، نقل الموقع عن النائب والوزير السابق غازي يوسف قوله: "يأتي العام الجديد صعبًا بالنسبة للبنان وسط التحديات القائمة"، موضحًا بأنّ "الحكومة الجديدة مطالبة بتحقيق إنجازات على المستويات كافة، وضرورة الإلتزام بإجراء إصلاحات ضرورية لإنقاذ لبنان قبل الوصول إلى الإنهيار الإقتصادي الذي يتم التداول بخصوصه".
وفي ما يخص نظرته إلى الملف الأمني، قال يوسف: "البيان الوزاري واضح لجهة نأي لبنان بالنفس عن الصراعات الدائرة في محيطه"، مشددًا على ضرورة أن يطبق "المبدأ الحكومي بالفعل وليس قولا فقط، وهذا ما يتطلب تطبيقًا دقيقًا من قبل المسؤولين الرسميين، وما تعبر عنه مؤسسات الدولة كافة".
بدوره، دعا يوسف إلى أخذ التجربة الأميركية - السوفياتية نموذجًا في العلاقات المشتركة، حيث كان "الطرفان في حالة تخوف وترقب متبادل، ورغم توازن الرعب فإن الإتفاق كان ينسج بينهما وفق مصلحة البلدين المشتركة"، مشيرًا إلى أنّ "توازن الرعب اللبناني سيقود كل الأطراف إلى التعقل والوصول إلى صيغة مشتركة تخدم الجميع".
مقابل ذلك، رأى الكاتب والمحلّل السياسي جورج علم نقلًا عن "عربي 21"، أنّ "تشكيل الحكومة يخضع لحسابات محلية وإقليمية ودولية نظرًا لإرتباط الملفات التي تحمل أبعادًا خارجية أكثر منها محلية"، ورأى أن الإشتباك السياسي في موضوع الحكومة "ليس نابعًا من مسألة التنازع على تقاسم الحصص والمكاسب فقط كما هو معلن، وإنّما نتيجة إيحاءات خارجية تقدم وتؤخر مسار التأليف"، مرجحًا حصول "انفراجات جديدة خلال الفترة المقبلة خصوصًا إذا نجحت المساعي في تذليل عقدة النواب السنة من قوى 8 آذار".
كما أبدى علم تفاؤلًا حذرًا من "مضي الحكومة الجديدة في العام المقبل في معالجة الملفات الحياتية العالقة والتصدي لما يحدق بالبلاد من أزمات والسعي لتلبية مطالب المواطنين".
وعن توقعاته السياسية للعام 2019، ربط علم العوامل الإقليمية بما سيحدث في لبنان، وقال: "هناك محاولة لترميم الملفات التي تشغل الرأي العام العربي لا سيما في اليمن المتجه إلى مفاوضات قد تؤدي إلى تسوية في الوقت الذي بدت الصورة تتضح في سوريا حيث بدأنا نشهد وفودا رئاسية تزور العاصمة دمشق"، وأضاف: "ثمة تطورات إيجابية أيضًا على الساحة الليبية على غرار مؤتمر روما الأخير، فيما يشهد الوضع في العراق محاولة لتكريس الشرعية"، مشددًا على أن "التحولات الحاصلة في المنطقة العربية سترخي بظلالها على لبنان لجهة الإنفتاح أكثر على الحوار ومنع أيّ تأزمات تهدد استقرار وأمن البلاد والمواطنين".