أُعلّمهُ الرماية كلّ يومٍ
فلمّا اشتدّ ساعدهُ رماني.
عندما بُحّت أصواتُنا ونحن نُطالب (نعوذ بالله من كلمة نحنُ) حزب الله بعدم رهن البلد بين يدي شابٍ هاوٍ مُقحم على الحياة السياسية اللبنانية، ضالع في الفساد الكهربائي، لا يمُتّ بصلة للإصلاح والتغيير، رُمينا بأقذع التُّهم، لعلّ أبرزها وأشنعها العمالة للصهيونية والامبريالية وآل سعود وشياطين الأرض والسماء، ورغم كلّ التّحذيرات والنصائح بعدم انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية (لعلّ أهمّها تحذيرات الرئيس نبيه برّي)، أصرّ حزب الله على رهن الموقع الرئاسي لصالح الجنرال عون طيلة ثلاثين شهراً ونيّف، وكما قال ذات يومٍ الجنرال عون: إمّا صهري وزير أو "عمرها ما تكون حكومة، قال الحزب جهاراً نهاراً: إمّا الجنرال عون رئيساً للجمهورية أو" عمرها ما تكون جمهورية أو رئاسة".
إقرأ أيضًا: الحريري واللقاء التشاوري والشاعر أبو دلامة
اللهمّ لا شماتة اليوم، إذا صحّت أخبار عرقلة باسيل المتعمّدة تأليف الحكومة الحريرية، كما تسرّب عن أوساط حزب - اللهية، أو كما أفصح عن ذلك بالأمس "مُنظّر" الحزب السيد حبيب فيّاض مُتحدّثاً عن عقدة "باسيليّة "، لا شماتة، لكن آن أوانُ الاعتراف بالخطأ الجسيم، عندما تُرك الحبلُ على الغارب لوزير الخارجية، فأمعن في التّفرُّد وتجاوز القوانين وتعطيل المرافق العامة بحجج طائفية مقيتة، فضلاً عن التّطاول على كل من لا يُجاريه في أدائه المتعجرف، وعندما كُنّا نحاول الإشارة إلى سلوك وزير الخارجية الطائفي وغير المسؤول، كانت جوقة حزب الله من الشتّامين والمنافقين، تنبري للدفاع عنه باعتباره حامي المقاومة ودرع الممانعة الذي لا يُضاهى. لنستفيق اليوم على شكواهم واعتراضهم من الوزير الذي ربّوهُ ودلّعوه حتى سمن ونشر قرونه في وجوههم.