وسط التطورات الدراماتيكية السياسية التي تعصف في لبنان، شهدت العاصمة بيروت ومناطق لبنانية أخرى مثل طرابلس وصيدا والنبطية، أمس الأحد، تظاهرات احتجاجية شعبية، تطالب بضمان الشيخوخة واستعادة المال المنهوب ووقف الموت على أبواب المستشفيات، وبعضهم طالب بتسريع تأليف الحكومة، وتأمين الكهرباء والمياه ووقف تفشي البطالة والفساد.
إلا أنها لم تكن لها علاقة بالأزمة الحكومة المستجدة، ولا بالتعثر الذي أصاب عملية تأليف الحكومة، على اعتبار أن الدعوات إلى إنطلاق هذه التظاهرات من قبل هيئات المجتمع المدني، كانت صدرت قبل هذا التعثر، على الرغم من خشية "التيار الوطني الحر" من أن تكون تستهدف عهد الرئيس ميشال عون.
غير أن مصادر مطلعة، حسب ما نقلت صحيفة "اللواء"، "لا تستبعد أن تكون هناك قطبة مخفية وراء تحريك الشارع في اللحظة السياسية الحرجة التي تعاني منها البلاد، سواء على الصعيد الحكومي، أو على الصعد الإقتصادية والإجتماعية والمالية، بحيث جاءت كل هذه التحركات في وقت واحد لتزيد من انطباع الخارج بأن البلاد دخلت مرحلة الإنهيار، خصوصًا وأن هذه التحركات والتظاهرات لم تخل من أعمال تخريب للمؤسسات التجارية والأملاك العامة والخاصة، مثلما حصل في شارع الحمراء، وعنف ضد القوى الأمنية، الأمر الذي استجوب تدخل الجيش اللبناني، ودعوته للمتظاهرين إلى عدم الخروج عن السياق المطلبي وتحذيره لهم من عدم التعدّي على الأملاك العامة والخاصة، على الرغم من تأكيد قيادته على احترام حق التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي، وأحقية المطالب المعيشية التي يطالب بها المتظاهرون.
بالمقابل، لوحظ أن الجيش سير دوريات مؤللة بالعربات المصفحة، في شارع الحمراء، في حين انتشر الجنود خلف المتظاهرين لدفعهم من الخروج من الشارع، وهكذا حصل.
والجدير ذكره، أنه منذ ساعات الصباح الأولى بدأت وفود المتظاهرين بالوصول إلى ساحة الشهداء، ارتدى بعضهم سترات باللون الأصفر تيمّنًا بالتظاهرات في فرنسا، وتجمعوا في ساحة الشهداء على وقع الأغاني الوطنية، وما هي إلا ساعات قليلة حتى امتلأ المكان بمتظاهرين من لون معين وبعضهم يضع أقنعة وآخرون تلثموا بالكوفية والشالات وبدأ هرج ومرج، أدى إلى انفصال قسم كبير من المشاركين عنهم، وبعد مطالبة المقنعين بالتوجه إلى ساحة رياض الصلح والتظاهر أمام السراي الحكومي انشق عدد كبير من التظاهرة وعادوا إلى بيوتهم قبل أن تبدأ أعمال الشغب وتتواصل في أكثر من منطقة وشارع، لا سيما في منطقة الحمراء والنويري والبسطة الفوقا.
وبعد يوم احتجاجي طويل، أعلن ناشطو "الحراك المدني" مساء أمس، عن إنهاء مشاركتهم في الوقفة الإحتجاجية أمام السراي الحكومي في ساحة رياض الصلح.
بدورها، أكدت نعمة بدر الدين بإسمهم "بدء مشاورات مع ناشطي الحراك ورواد التواصل الإجتماعي من المواطنين، لبحث إمكانية استمرار الإحتجاج والنزول إلى الشارع اليوم الإثنين أو في نهاية الأسبوع، للإعلان عن بداية اعتصام مفتوح، يرجح أن يكون الأربعاء، أي بعد الإنتهاء من عيد الميلاد".