تظاهر عدد كبير من اللبنانيين اليوم في رياض الصلح بوسط بيروت إحتجاجاً على تدهور الوضع الإقتصادي وتردي الأوضاع المعيشية والإجتماعية في لبنان .
وإرتدى عدد كبير من المتظاهرين السترات الصفراء ، كتقليد لما حصل في فرنسا ، ورفع المتظاهرون يافطات تُطالب بتحسين الوضع الإقتصادي .
ومن المطالب التي نادى بها المتظاهرون ، تأمين بطاقة صحية للشعب اللبناني وخفض أسعار المحروقات والدواء وتحسين المعاشات وخلق فرص عمل .
وحصلت بعض المناوشات الخفيفة بين المتظاهرين وقوى الأمن ، حيث جرت محاولات لإزالة الحواجز الحديدية ، كذلك كان لافتاً ظهور عدد من الشباب وهم يرتدون أقنعة على وجوههم ، ورفضوا خلعها عندما طالبوهم باقي المتظاهرين بذلك.
ونفذ عدد من أهالي مدينة صور اعتصاما امام ساحة العلم عند مدخل صور الشمالي، احتجاجا على الأوضاع، حملوا خلاله شعارات ولافتات نددت بما وصلت اليه البلاد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والفساد المستشري. واعتبر الدكتور حاتم حلاوي باسم المعتصمين "ان المشكل الأساس هو المحاصصة الطائفية حيث يشحذ المواطنون حقوقهم المشروعة من سماسرة الطوائف من تعليم او استشفاء او توظيف في القطاع الخاص او العام فأصبح المواطن رهينة في أيدي زعماء الطوائف يستعمل وقودا عند الحاجة أو في أية انتخابات نيابية أو بلدية، وهناك مشكلة أخرى هي التدخل السياسي والطائفي في القضاء سواء في الإختيار او التعيين أو التدخل في القضايا لمصلحة المحسوبين والنافذين والممولين". ودعا الى "تشكيل حكومة طوارىء إنقاذية من سبعة وزراء، تطبيق الدستور من ناحية إلغاء الطائفية السياسية وتأليف مجلس الشيوخ، إنعقاد مجلس النواب بشكل مستمر لسن القوانين الإصلاحية ولاسيما المتعلقة بمحاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، وإستقلال القضاء ومنع التدخل السياسي فيه، ومحاربة المحاصصة الطائفية في التوظيف والاستشفاء والتعليم وجميع حقوق المواطنة، ومنع النواب من ممارسة العمل الخدماتي وإجبارهم على ممارسة العمل التشريعي.
وبدأ المعتصمون بالتجمع منذ الثالثة بعد الظهر، ورفعوا الاعلام اللبنانية واللافتات التي تضمنت مطالبهم، ومواقفهم من المسؤولين والأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وتحدث حسين نور الدين باسم "تحرك شباب الجنوب" فدعاالمسؤولين إلى "الاعلان عن ثرواتهم هم وكل أفراد أسرهم"، كما طالب ب: إجراء محاكمات علنية للفاسدين، تنظيم اليد العاملة الأجنبية وحماية اليد العاملة اللبنانية، ايجاد حل لشراء الخدمات مرتين من مؤسسات السلطة مرة ومن سماسرة السلطة مرة ثانية، تشريع واقرار قوانين تسمح للقضاء بالتحرك ضد أي فاسد مهما كان موقعه من دون العودة لأية مرجعية. كا دعا إلى: اقرار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، الغاء الطائفية السياسية التي يتسلح بها كل أركان السلطة، والغاء ما تسمى بالحصانة.
وتحدث رئيس حراك المعلمين المتعاقدين الثانويين حمزة منصور فاتهم "السلطة بالفساد، السلطة التي تستحم بعذابات الناس، هذه السلطة التي تتلذذ بتعيين وزير هنا وتسمية وزير هناك من دون أن يرف لها جفن حرية واخلاق، ونسأل هذه السلطة أين تذهب مخالفات السير، هل تذهب الى مالية الوزارة أم الى جيوب القضاة والضباط، هذه السلطة تستبيحنا من خلال ضرائبها في النافعة والعقارات،السلطة تتقاضى عن كل صفيحة بنزين 12ألف و500 ليرة، هذه السلطة فارطة ويعيش النواب والوزراء على حساب هذا المواطن، نحن في الجنوب يدنا على بندقية المقاومة للدفاع عن أرضنا عندما يفكر العدو الصهيوني،المغامرة باجتياح الجنوب، كلنا سنكون مقاومة، لا نقبل أن نبقى تحت رحمة أصحاب المولدات وأن نشتري مياه في الشتاء أو نموت على أعتاب المستشفيات، وينظم العسكر مخالفة سير بحقنا على حزام الأمان".
وتحدثت شقيقة الطفلة اية الطيراني التي ذكرت بأن شقيقتها "توفيت بالسرطان من دون علاج في احد المستشفيات"، ودعت إلى "إقامة مستشفى لمرضى السرطان في لبنان". كما تحدث عدد من الشباب فنددوا بالوضع الاقتصادي والمعيشي، مطالبين بايجاد الحل "قبل وقوع الكارثة".
وقد واكبت الاعتصام والتحرك، دوريتان للجيش وقوى الأمن الداخلي بعدما تسبب بزحمة سير على المثلث، حيث قامت عناصر قوى الأمن الداخلي بتنظيم السير.
وقد تداول الناشطون شريط فيديو يظهر امرأة مسنّة وهي تحاول إحراق نفسها في ساحة التل، غير أنّ المتظاهرين قد منعوها.
واعتبر الجوهري أن " تظاهرة اليوم هي دليل عافية على عودة الناس إلى الشارع لكي تسمع الطبقة السياسية وجعهم ."
وأضاف " هذه التظاهرة وهذه النقمة الشعبية تؤكد أن الناس لم تنتخب عن قناعة منذ ٦ أشهر بل إنتخبت نفس النواب بسبب الضغوطات الطائفية والسياسية التي مُورست وفي ظل ترهيب إعلامي رهيب ."
وأكد الشيخ الجوهري أن " تظاهرة وسط بيروت هي البداية وعلى الطبقة السياسية أن تُنصت لمطالب الناس المحقّة وأن تُنفّذ ما وعدت به في الإنتخابات ، فالناس اليوم عادت إلى الشارع والرسالة يجب أن تفهمها السلطة ."
واعتبرت مصادر "حزب الله"، عبر قناة الـ"MTV"، أن "رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل هو الذي يتحمّل مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة والعقدة الحالية هي العقدة الباسيلية لا العقدة السنية وهو من اصطنع عقدة توزيع المقاعد ليلا لتمرير توزير فادي جريصاتي والاطاحة بوزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي مما أدى الى خربطة في التوزيع المذهبي والى خلافات مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري". ولفتت إلى أن "قضية جواد عدره هي "تهريبة" ومع انها كذلك فإن الحزب لعب دورا ايجابيا وضغط على اللقاء التشاوري للقبول بالاسم علما انه يدرك ان عدره لا يمثّل سنة 8 أذار"، مشيرةً إلى أن "باسيل التف على المبادرة الرئاسية التي تنص على ان رئيس الجمهورية يختار الاسم وان الوزير المختار يلتزم بقرارات اللقاء التشاوري"، مضيفةً: "باسيل مصرّ على نيل 11 وزيرا اي الثلث المعطل والحزب لا يعارض هذا الامر مبدئيا لكنه ايضا يريد ان يكون هناك تمثيل لكل الافرقاء السياسيين الذين فازوا في الانتخابات". وعن التظاهرات المطلبية في بعض المناطق، أوضحت المصادر أن "هناك تعميم داخلي ينص على 3 بنود وهي ان لا للتظاهر ولا لمهاجمة المتظاهرين ويجب تأجيل التظاهرات الى ما بعد تشكيل الحكومة وعليه فإنه لم يستنهض مناصريه للمشاركة في التظاهرة".
عربيا و إقليميا :
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن "اقتصاد تركيا سيحقق صعودًا قويًا في المرحلة القادمة"، مشيراً إلى أنه "مع التحسن الذي تشهده الأسواق المالية والتوقعات سيحقق اقتصادنا صعودًا قويًا خلال المرحلة القادمة"، مشدداً على أن "العام 2019 سيكون عاما مميزًا".
ولفت إلى أنه "لا توجد أي قوة فانية تستطيع إيقاف نهضتنا، طالما أبعدنا التشاؤم واليأس عن بلادنا"، مشيراً إلى أنه "عندما بدأنا المشوار عام 2002، كانت صادراتنا 36 مليار دولار، أما الآن فوصلت إلى 170 مليار دولار".
وثمن أردوغان "الجهود التي يبذلها مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي داخل البلاد وخارجها"، معربا عن ثقته في"أن المجلس سيرفع سقف نجاحاته نحو مستويات أفضل في المرحلة القادمة".
ودعا إلى "نقل قوة الاقتصاد التركي إلى جميع أنحاء العالم، انطلاقًا من المناطق القريبة"، موضحاً أن "تركيا جذبت استثمارات مباشرة بقيمة 15 مليار دولار فقط بين عامي 1975 و2002 بينما بلغ هذا الرقم 201 مليار دولار خلال الأعوام الـ 16 الأخيرة".
ولفت أردوغان إلى "مساعي القيادة التركية في ضمان لقاء رجال الأعمال والصناعيين الأتراك مع نظرائهم في مختلف القارات والبلدان"، مشيراً إلى أن "الرئيس الإيراني حسن روحاني، التقى مع رجال الأعمال الأتراك في قصر تشانقايا بالعاصمة أنقرة، على هامش زيارته الرسمية إلى تركيا الخميس الماضي".
وأشاد بـ"الإنجازات التي يحققها المستثمرون الأتراك في مختلف بلدان العالم في الآونة الأخيرة، على صعيد التجارة والانتاج وتوفير فرص العمل لمئات آلاف الأشخاص"، مبيناً أن "الشركات التركية أقدمت على تنفيذ مشاريع تدعو إلى الاعتزاز في بلدان عديدة، بدءا من إفريقيا حتى روسيا وكازاخستان والبلقان وغيرها من المناطق".
دوليا :
أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن "تعيين نائب وزير الدفاع باتريك شاناهان قائماً بأعمال الوزير المستقيل جيمس ماتيس بدءاً من أول 2019"، مشيراً إلى أن "شاناهان لديه تاريخ طويل من الانجازات". من جهة أخرى، لفت ترامب إلى "انني أجريت للتو مباحثات هاتفية بناءة مع الر ئيس التركي رجب طيب أردوغان تطرقت لسحب القوات الأميركية بشكل منسق وبطيء من سوريا"، مشيراً إلى أن "المباحثات الهاتفية مع أردوغان تناولت محاربة تنظيم الدولة وانخراطنا المشترك في سوريا وتناولت توسيع نطاق التجارة بين البلدين بشكل أكبر". وكان ترامب قد اعلن يوم الجمعة عبر مواقع التواصل الإجتماعي أن "وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس سيغادر منصبه في وزارة الدفاع نهاية شهر شباط القادم"، مشيراً إلى أنه "خلال السنتين السابقتين، ساهم ماتيس في تطوير العتاد العسكري وهو ساعدني كثيراً في جعل بعض الدول تدفع ما يجب أن تدفعه لقاء حصولها على خدماتنا العسكرية". وأكد ترامب أن إسم وزير الدفاع الجديد سيتم الإعلان عنه قريبا"، شاكراً ماتيس على خدماته.
ونقلت قناة الحرة الأميركية عن بنس قوله للصحفيين " إن المفاوضين ما زالوا يتباحثون".
يذكر ان مجلس الشيوخ اختتم يوما تشريعيا على أن يعقد جلسته التشريعية التالية الخميس المقبل، إذ يتواصل البحث عن مخرج لإنهاء الإغلاق الحكومي الجزئي.